تقدم مقاتلو المعارضة السورية أمس في مدينة دير الزور شرق البلاد، عقب معارك عنيفة جرت ليل أول من أمس مع القوات النظامية، وتخللها قيام تنظيم "جبهة النصرة" بإعدام 10 جنود نظاميين أسرى، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أكد قبيل ظهر أمس قيام الطيران الحكومي بشن غارتين جويتين على مناطق في المدينة التي تتواصل الاشتباكات في عدد من أحيائها.

وأضاف المرصد حدوث اشتباكات ليل أول من أمس بين مقاتلي الكتائب والقوات النظامية في أحياء عدة بمدينة دير الزور، وسط معلومات أولية عن سيطرة مقاتلي الكتائب على كلية الآداب القريبة من حي الرشدية والتي كانت تحت سيطرة القوات النظامية.

وذكر المرصد أن "جبهة النصرة أقدمت على إعدام 10 عناصر من القوات النظامية كانت قد أسرتهم خلال الاشتباكات في حي الرشدية.

وكان اللواء في الاستخبارات العسكرية السورية جامع جامع قد قتل أول من أمس في دير الزور، حسبما أفاد المرصد الذي قال إنه "قتل إثر إصابته برصاص قناص في حي الرشدية خلال اشتباكات دارت في الحي بين مقاتلي جبهة النصرة ولواء "الفاتحون من أرض الشام" من طرف، والقوات النظامية من طرف آخر. وكان جامع يشغل منصب رئيس فرع الاستخبارات العسكرية في محافظة دير الزور. وبدأت الاشتباكات في دير الزور بتفجير عربتين مفخختين قبل 3 أيام في حي الرشدية حيث توجد القوات النظامية بكثافة.

أما في مدينة حلب، فما زالت المعارك تتواصل لليوم الثالث على التوالي في محيط السجن المركزي بين المجموعات المقاتلة والقوات النظامية. وقال المرصد إن اشتباكات متقطعة دارت أمس بين مقاتلين من "حركة أحرار الشام" وجبهة النصرة من طرف، والقوات النظامية من طرف آخر داخل أسوار السجن"، بعد انسحاب المقاتلين المعارضين من مبنيين اثنين تمكنوا من السيطرة عليهما أول من أمس. وأضاف المرصد في بيان "انسحب مقاتلو جبهة النصرة وأحرار الشام من مبنى قيد الإنشاء داخل أسوار السجن، ومبنى رئيسي آخر كانوا قد سيطروا عليهما عقب اشتباكات عنيفة بدأت ظهر الأربعاء واستمرت حتى ما بعد منتصف الليل الماضي".

وكانت المعارك قد اندلعت ظهر الأربعاء عقب تفجير عنصرين من جبهة النصرة نفسيهما داخل أسوار السجن في متاريس للقوات النظامية، مما أدى إلى مقتل 7 جنود على الأقل، حسب المرصد.

ولإيقاف تقدم الثوار، عمدت طائرات النظام الحربية إلى قصف مواقع المعارضة في محيط السجن بالصواريخ والأسلحة الرشاشة.

وبينما يعاني السجن من أوضاع صعبة نتيجة حصار مقاتلي المعارضة المستمر منذ أشهر، ويستقدم النظام لقواته المتحصنة داخله الإمدادات عبر الطائرات التي تقوم بإلقائها من الجو، تقول المعارضة إن السجن يضم خصوصاً معتقلين معارضين وجنوداً منشقين يتعرضون للتجويع والتعذيب. ووصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في تقرير السجن بأنه "غرف انتظار الموت".

وقال التقرير الذي استند إلى شهادات سجناء ما زالوا إلى اليوم بداخله، وإلى ذوي الضحايا ونشطاء وتقارير منظمات حقوق الإنسان، "السجن أصبح معقلاً للجيش والشبيحة، حيث قتل فيه وأعدم ما يقارب 150 سجيناً بالرصاص أو بالتعذيب، كما مات فيه عشرات المرضى لقلة الدواء والغذاء". وأضاف أنه تم منذ عام إغلاق الغرف في السجن ومنعت الزيارات، وفرضت قوانين غاية في الصعوبة. كما زادت وتيرة التعذيب".