بدأ سوق "القيصرية" الأثري في وسط مدينة الهفوف التاريخية بمحافظة الأحساء خلال موسم إجازة "عيد الأضحى"، استعادة عافيته تدريجيا، والتي فقدها عقب نشوب حريق فيه عام 2001، وتزامن انتعاش الحركة "الشرائية" داخل معظم دكاكينه "المفتوحة" مع عودة كثير من الباعة إلى دكاكين "القيصرية" بعد إغلاق السوق "البديل" في سوق الخضار والفواكه سابقاً.

وأشار حبيب البحراني "بائع" إلى أن موسم إجازة العيد وتركز جميع الباعة في موقع واحد داخل القيصرية "بدلا" من تشتتهم في عدة مواقع كما حصل سابقاً، أسهما في انتعاش "القيصرية"، الذي يتوفر فيه بيع كل احتياجات المستهلكين من مواد غذائية بكافة أصنافها، وكماليات وملابس جاهزية ومشالح وعبايات نسائية وعطورات وساعات وبعض اللوازم الشعبية، والمستحضرات العشبية، والأكلات الشعبية.

ووجه محمد البراهيم "بائع" الدعوة لأبناء الأحساء "أولا" لتفعيل "القيصرية" من خلال زياراتهم المتكررة والشراء منه، واستعادته كنموذج للسوق القديم، الذي ينبض بالحياة، ومركز لالتقاء الأهالي لشراء احتياجاتهم والتواصل مع بعضهم البعض، كما كان سابقاً قبل نشوب الحريق، وهي إحدى أفضل الطرق وأسرعها لدعم "القيصرية"، مطالباً بسرعة افتتاح سوق "الحميدية" الشعبي المحاذي للقيصرية كسوق يحتضن الحرف اليدوية والفنون التقليدية.

وقال عبدالله اليامي "زبون": أشعر بمتعة فريدة وأنا في "القيصرية"، الذي يعتبر من أهم الوجهات السياحية والتراثية في الأحساء، ولا يزال يحافظ على بريقه كسوق شعبي، وزيارته لـ"القيصرية" تجمع بين التسوق والمتعة.

بدوره، دعا المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في الأحساء علي الحاجي، منظمي الرحلات السياحية للعمل داخل "القيصرية"، باعتبار أن "القيصرية" يستهدف العديد من السائحين من داخل المملكة وخارجها، وهو بحاجة ماسة لمرشدين ومنظمين سياحيين بحكم ما يمتلكه من قصة تراثية، ورصد تاريخي للأحساء اجتماعياً وثقافياً، مؤكداً أن إدارته حفزت منظمي الرحلات في المحافظة على تخصيص مواقع "دكاكين" لهم لتقديم الجوانب التنظيمية والإرشادية للسائحين في القيصرية وغيره من المواقع السياحية والتراثية في المحافظة، لافتاً إلى أن هذه الوظيفة ستكون مربحة.

وأشار في تصريح لـ"الوطن"، إلى أن هناك مبادرات أخرى، تتابع الهيئة العامة للسياحة والآثار تفعيلها في "القيصرية"، كمعارض للتحف، وتخصيص موقع "كمزاد" للتراثيات بهدف تحريك النشاط التراثي والشعبي داخل أروقة "القيصرية"، وتخصيص مواقع لصناعة "المشالح الأحسائية"، متوقعاً أن تسهم تلك المواقع التراثية في تفعيل "القيصرية" بشكل كامل، لاسيما وأن الأمانة وفرت مقاولاً لأعمال النظافة والصيانة داخل السوق إلى جانب توفير الحراسات الأمنية لكافة مرافق السوق.