هل تعاني الملحقية الثقافية بأميركا من شبح الـonline؟ بغض النظر عن إجابة الملحقية على هذا السؤال سأجد إجابة معظم المبتعثين عليه بنعم!

حينما تتعامل مع الطلاب وكأنهم غير مسؤولين عن تصرفاتهم، وكأنهم مجموعة من القصر، فأنت دون أدنى شك مخطئ. وحينما تكثر التعاميم الغامضة بهذا الخصوص دون شرح لفحواها، وحينما تصدر تعميما بالسماح لدراسة عدد أربع مواد "أون لاين" بمعدل 12 ساعة فللطالب الحق المطلق في استخدامها كيفما شاء بما يخدم خطته الدراسية، وليس بما تمليه عليه وأنت في مكتبك أو ما تمليه على الطالب لكي ترضي مسؤولك المباشر.

لا يخالجني أدنى شك بهذا الخصوص أن كثيرا من الطلاب والطالبات طال نقاشهم مع مشرفيهم بهذا الخصوص وفي النهاية لم يصلوا إلى حل! بل تكون الإجابة "لا"، دون أي مبرر منطقي للرفض سوى السلطة والأنظمة التي لا تظهر للعلن وليس لنا الحق في الاطلاع عليها أو مناقشتها. إداريا، أي تعميم تصدر له مسببات وفي التعميم نفسه يسبقه إيضاح يعلل سبب المنع، ومن تلك الأسباب بهذا الخصوص "تجاوز بعض الطلاب الحد المسموح له"، وهذه مخالفة صريحة تستحق أقصى أنواع العقوبة ليرتدع الآخرون، والمفترض أن تصل إلى الفصل من البعثة وإرسال اسم الطالب عن طريق البريد الإلكتروني يوضح ما أقدم عليه وأن هذا مصير من سيرتكب فعلته "دون استثناء أي طالب"، بل يجب محاسبة المشرف والمسوؤل عن المشرف بالعقوبة نفسها لإهمالهما في المتابعة وقصور أدائهما الوظيفي! الأهم لدينا نحن، أن من يحترم الأنظمة ويتبع التعاميم يجب معاملته بكل يسر وسهولة وتذليل الصعوبات أمامه، لا وضع العراقيل لهدم أهدافه وطموحاته. أطالب كافة منسوبي وزارة التعليم العالي بدءا من الوزير وانتهاء بالملحق الثقافي في الولايات المتحدة بالرد على كافة الاستفسارات في هذا الخصوص، وأن تكون هناك شفافية في إصدار التعاميم وإيضاح المسببات، لأنه وببساطة يحق لنا الاعتراض إذا كنا سنحاسب بأخطاء غيرنا، كما يجب وأد المنهج الجائر الذي يقول بأن (الشر يعم والخير يخص) بل نقول بأعلى صوتنا (الخير يعم والشر يخص).

يجب تطبيق النظام على الجميع وهذا الأمر كفيل بالإنصاف وأن يكون هدف الملحقية ومشرفيها هو خدمة الطلاب ومساعدتهم لا تعقيدهم كي لا تكون الملحقية والغربة معا ضدهم.