قال أخصائي إن 2% من الأطفال يصابون بالتهاب القصبات الهوائية الشديد، مؤكدا أن إشاعة تعود الطفل على أجهزة البخار غير صحيحة طبيا.

وأكد أخصائي الأطفال الدكتور نبيل حنفي زقدان أن "الكتمة" ظاهرة مرضية تصيب جميع الأعمار، لكن الأطفال الصغار يتأثرون بها تأثيرا شديدا وهي عبارة عن عدوى فيروسية شائعة تصيب حوالى ثلث الأطفال الرضع في عامهم الأول ويزيد احتمال تعرض الأطفال للإصابة بها في أشهر الشتاء، ما بين شهري أكتوبر ومارس ويحدث الأمر عندما تلتهب أصغر الشعب الهوائية في الرئتين وتنتفخ وتمتلئ بالمخاط وبذلك يمنع تدفق الهواء ويصعّب التنفس عند الطفل.

وأضاف أنه يصاب حوالى 2% من الأطفال بالتهاب القصبات الهوائية الشديد، ويعتبر بعض الأطفال أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بـ"الكتمة الصدرية".

وعدد الدكتور زقدان أسباب التهاب القصبات الهوائية وهي تنحصر في سيلان أو احتقان الأنف، ارتفاع في درجة الحرارة، فقدان الشهية لدى الأطفال، وقد تؤدي الإصابة الشديدة بالتهاب القصبات الهوائية إلى صعوبة في التنفس، ويصدر الطفل صوتا كالصفير أثناء تنفسه، ويتوقف عن التنفس لبضع ثوان في كل مرة، مصحوبا بالكحة والبلغم, وهذه الظاهرة محل خلاف بين الأطباء والمراجعين من حيث الأسباب وطرق العلاج, فمن حيث الأسباب يعتقد كثير من الناس أن سبب "الكتمة" الوحيد هو حساسية الصدر, ولكن واقع الحال يشير إلى أن هناك أسبابا كثيرة لـ"الكتمة"، خاصة عند صغار الأطفال، خلاف حساسية الصدر وأهمها الالتهابات المكيروبية الصدرية.

أما بالنسبة لعلاج "الكتمة" فيقول أخصائي الأطفال إن "البروتوكولات" الطبية تنص على أن العلاج الأمثل لـ"الكتمة" لدى الأطفال هو جلسات البخار ـ وبغض النظر عن الأسباب ـ هو استخدام أجهزة الاستنشاق (النيوبوليز) والمعروفة لدى العامة باسم أجهزة البخار, وللأسف فإن هذه الأجهزة لها سمعة سيئة لدى كثير من الناس, حيث يعتقد الناس أن استخدام هذه الأجهزة يسبب تعود الأطفال عليها، بل يذهب البعض إلى الاعتقاد بأن استخدام هذه الأجهزة هو الذي يسبب الحساسية لدى الأطفال وأن الطفل بمجرد أن يستخدم هذا الجهاز مرة واحدة سيظل مرتبطا باستخدامه مدى الحياة, وعبثا يحاول الأطباء إقناع المراجعين بأن استخدام هذه الأجهزة في حالات "الكتمة" لدى الأطفال الصغار هو العلاج الأمثل والأحدث والأسلم, ولكن يبدو أن سحر "المجالس" وتأثيرها على الناس أقوى من حكمة وعلم الأطباء.

وقال: إن فكرة تعود الطفل على أجهزة البخار هي فكرة غير صحيحة كما أسلفنا وتأتي هذه الفكرة على خلفية أن الأطفال المصابين بحساسية الصدر تتكرر عندهم الحالات كلما تعرضوا لأي من مؤثرات الحساسية مثل: التعرض للتغيرات الجوية أو الهواء البارد أو استنشاق الأتربة والغبار والأدخنة، وكذلك التعرض لرائحة العود أو العطور وغيرها كثير, ولقد دأب الناس على اتهام جلسات البخار التي أخذها الطفل في السابق بأنها هي السبب في عودة التحسس إليه بدلا من اتهام أنفسهم بالتقصير في حماية الطفل من التعرض لمؤثرات الحساسية.

وأكد أن الأطفال المصابين بـ"الكتمة" لأسباب غير التحسس مثل الالتهابات المكروبية قد يستخدمون جلسات البخار مرة واحدة أو مرتين على الأكثر في فترة الطفولة المبكرة وبعدها فإنهم قد لا يحتاجون هذه الجلسات طوال حياتهم.

أما عن الأعراض الجانبية التي تنتج عن الاستخدام المتكرر لجلسات البخار فإنها لا تقارن بالنسبة للأعراض الجانبية التي تنجم عن استخدام الأدوية التقليدية: مثل المضادات الحيوية و"التحاميل" والإبر العلاجية.. بل إنها تكاد تكون محصورة في إعطاء الطفل جرعة زائدة من المحاليل التي تستخدم في هذه الأجهزة مثل "الفينتولين" و"الكورتيزون", لذلك يجب استخدام هذه الأجهزة تحت إشراف طبي، سواء تم استخدامها في المستشفى أو المنزل.

وتابع أن احتمالية التعود قد ترجع في واقع الأمر ـ وعلى عكس ما يتصور الناس ـ إلى طرق العلاج التقليدي وليس العلاج بالاستنشاق، ويرجع ذالك إلى أن طرق العلاج التقليدية من حقن و"تحاميل" يصل تأثيرها إلى دم المريض مباشرة. أما الأدوية المستنشقة فيكون تأثيرها موضعيا ولا يصل الدم منها إلا كميات بسيطة جدا.

وطالب الدكتور زقدان الآباء والأمهات بعدم حرمان أطفالهم من هذا الحل السحري وهذا العلاج المأمون والفعال لكل حالات "الكتمة الصدرية".. وأن يثقوا في أطبائهم وأن يحموا أطفالهم من الإصابة بالتهاب القصبات الهوائية "الكتمة" عن طريق النظافة الدائمة لأن هذا الفيروس يعيش على الأيدي والأسطح لمدة تصل إلى ست ساعات، لذا قد يساعد الاهتمام بالنظافة الجيدة على حماية الأطفال من التقاط العدوى، فاغسلوا أيديكم بشكل متكرر بالماء الدافئ والصابون، ونصح الأمهات بإبقاء أطفالهن بعيدا عن أي شخص مصاب بالزكام، والابتعاد أيضا عن المناطق المزدحمة.