في عالم يؤدي فيه الفقر والعنف العائلي إلى جرائم يسقط فيها قتلة وأبرياء، يستعرض المخرج المكسيكي ألفريدو كاسترويتا في فيلم "بوتوسي" أربع حكايات لا يتعارف كل أبطالها، وإذا قابل أحدهم الآخر فهذا نذير بوقوع حادث قتل.
والفيلم الذي يتنافس في مسابقة (آفاق جديدة) بمهرجان أبو ظبي السينمائي يبدأ بمشهد بانورامي لصحراء واسعة أشبه بمسرح لقتل مجهولين على أيدي مجهولين أيضا. وبالقرب من هذا المكان الموحش راعي غنم طاعن في السن لا يبالي بطلقات رصاص اعتاد على سماعها.
والحكاية الثانية لربة منزل اسمها (إستيلا) وهي ضحية زوجها الذي يضربها بعنف وهو بدوره ضحية لعصابة تطارده لكي تسترد منه مالا مسروقا. وحين تذهب الزوجة لزيارة أمها تقتل ابنتها في الحافلة في مواجهة بين مجرمين والشرطة. أما الحكاية الثالثة ففيها دفء إنساني وحب متبادل بين زوجين شابين يحاولان تأمين حياة كريمة لابنتهما، ولكن الأب ودون قصد يقتل صبيا عابرا في حادث سير ويتعرض لضرب قاس ويتمكن من الهرب من القرية لأنهم يريدون قتله ويجد نفسه لاجئا لدى الراعي العجوز الذي يطعمه ويقيده كأسير ثم ينطلق به في العراء ويطلق سراحه. والحكاية الرابعة لشرطي يعاني غموض الجرائم وانتشار السلاح وقطاع الطرق. وتستعين به الزوجة التي هرب زوجها من القرية خوفا من انتقام الأهالي، حيث يريدون قتله ثأرا للصبي الذي قتله خطأ.
والفيلم لا يقدم حلولا ولا يطمئن المشاهد بتحقق العدالة ولكنه يتركه للدهشة ويستفزه للبحث في هذا العالم الموغل في الفساد والدم والابتزاز، حيث لا تكتمل قصة حب ولا تحل ألغاز الجرائم.