كنت أظن إلى وقت قريب جدا، أن صندوق السينما المصرية السحري، توقف عن أن ينفتح، ليخرج منه نجم سينمائي حقيقي مبدع، حتى رأيت عمرو سعد.

في السنوات الطويلة الأخيرة، جف نبع السينما المصرية، فيما يخص الوجوه السينمائية الجديدة. وكل ما أخرجته السينما المصرية من وجوه خلال السنوات الطويلة الأخيرة، هم نجوم كوميديا في الغالب.

يكاد يكون عمرو سعد، هو الوجه السينمائي الجديد الوحيد اللافت؛ ذلك أنه خرج في وقت يتسيد فيه النجوم الكوميديون ساحة السينما، وتتسيد فيه الأعمال السينمائية الكوميدية ورق النص السينمائي، بل وحتى الدراما المصرية فيها المشكلة نفسها.

وجه عمرو سعد من الوجوه التي إذا رأيتها مرة فلن تنساها، وما جعله مميزا ونادرا، من وجهة نظري، هو أنه وجه مصري مئة بالمئة، ملامح وسحنةً، فهو وجه يشبه الشارع المصري البسيط. ومثل هذا الوجه، وبهذه المواصفات، لم أره موجودا، منذ غياب أحمد زكي، وحتى الآن. راقبته جيدا في عمله الدرامي الرائع "شارع عبدالعزيز"، وكان العمل من بطولته، فكان هو البطل وهو الشارع وهو النجم وهو اللمعان.

ما ميز عمرو سعد أيضا، هو أنه وجه ملائم جدا للأعمال التراجيدية، رغم أني لم أشاهده في "الأكشن"، كما أنني لا أظن وجهه صالحا للكوميديا.

هذا الوجه التراجيدي هو الوجه الغائب في السينما والدراما المصرية، إضافة طبعا، للأداء التمثيلي الرائع الذي يقوم به والانصهار اللامعقول في قالب الشخصية التي يؤديها، مما يضعنا أمام وجه فني مصري مهم، وسيكون الأهم في قادم الأيام، وتذكروا كلامي.. بعد اسم عمرو سعد، يمكننا أن نضع نقطتين، ثم نكتب العبارة التالية: الفن المصري يستعيد وجهه.