غادر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، بغداد متوجها إلى الولايات المتحدة على رأس وفد رفيع يبحث خلاله جملة من القضايا أبرزها الأزمة السورية وملف مكافحة الإرهاب، حسب مسؤول عراقي. وقال المستشار الإعلامي للمالكي علي الموسوي، قبيل مغادرة الوفد: "إن رئيس الوزراء سيبحث العلاقات الثنائية وسبل تطويرها ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وكذلك قضايا المنطقة وأبرزها الأزمة في سورية، خصوصا في ضوء اقتراب الموقف الغربي والأميركي من موقف العراق السابق، وهو الحل السياسي ووصول الخيار العسكري إلى طريق مسدود". وأضاف أن المالكي سيشدد في الزيارة على "العمل على تكثيف الجهود، لحشد التأييد الأميركي لمكافحة الإرهاب، الذي بات ينتشر". وأوضح الموسوي أن الوفد "سيبحث تذليل العقبات التي تعترض تزويد العراق بالأسلحة خاصة الطائرات المقاتلة لتعزيز قدراته المسلحة"، مشيرا إلى وجود أطراف بالكونجرس الأميركي تعترض على تزويد العراق بأسلحة حديثة.

وفيما أبدت بغداد تفاؤلها بأن تسفر الزيارة عن نتائج إيجابية رجحت أوساط سياسية أن تتركز على بحث دور العراق في الأزمة السورية. وقال المحلل السياسي أحمد الأبيض: "سيطلب المسؤولون الأميركيون من المالكي وقف دعم نظام الأسد تنفيذا لمطالب إيرانية، وكذلك منع دخول المسلحين من العراق لسورية للقتال بجانب الأسد، فلدى واشنطن معلومات مؤكدة عن وصول آلاف المقاتلين العراقيين إلى سورية خلال الأشهر الثلاثة الماضية".

أما النائب عن القائمة العراقية نبيل حربو، فأشار إلى أن الملف العراقي الداخلي "سيستحوذ على جدول أعمال الزيارة لبحث الملفات المتعلقة بالخلاف السياسي وتراجع الأوضاع الأمنية واستحقاقات المرحلة المقبلة بإجراء الانتخابات التشريعية المقبلة فضلا عن علاقات العراق بدول الجوار لضمان استقرار أمن المنطقة".

على صعيد متصل، أعلنت مصادر إعلامية في كردستان، أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني مساء الاثنين الماضي، تناول التحديات الأمنية والسياسية التي يواجهها العراق وتم الاتفاق على ضرورة التعاون بين القادة السياسيين والأمنيين لتحجيم نشاط تنظيم القاعدة فضلا عن أهمية إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في 2014 في وقتها.

أمنيا أعلنت قيادة العمليات المشتركة أمس، أن الجيش العراقي تمكن من قتل إرهابيين اثنين أثناء محاولتهما زرع عبوة ناسفة في ناحية اللطيفية جنوب غرب بغداد.

وشهدت العاصمة بغداد وتزامنا مع مغادرة المالكي العاصمة بغداد انتشار نقاط التنفتيش الثابتة والمتحركة في أحياء متفرقة، ونشر قوات على طريق المطار. وعزا المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن، تشديد الإجراءات إلى أسباب تتعلق بالحصول على معلومات تفيد بنية عناصر جماعات مسلحة تنفيذ اعتداءات تستهدف أماكن تجمع المدنيين.

على صعيد آخر، جددت كتلة الأحرار الممثلة للتيار الصدري مطالبتها الجهات المعنية "إيقاف الانتهاكات ضد المعتقلين بالسجون العراقية، منتقدة ممارسات "قوات سوات" ضد السجناء.

وقالت عضو الكتلة إيمان حسن: "إن اللجنة النيابية لحقوق الإنسان، ووزارة حقوق الإنسان، وجدت خلال زياراتها إلى السجون انتهاكات ترتكب بحق المعتقلين".