أكمل الجيش اللبناني انتشاره أمس، في منطقة باب التبانة بطرابلس، بعد أسبوع من المواجهات على خلفية النزاع السوري مع منطقة جبل محسن، في حين سقط قتيلان جديدان في الاشتباكات التي شهدتها المنطقة. وأكد شهود عيان أن آليات عسكرية دخلت باب التبانة، رغم قيام مجهولين بإطلاق النار على أفرادها، مما أدى إلى إصابة 3 منهم بجروح، وهو ما دفع القوات الحكومية إلى الرد على مصدر إطلاق النيران. وقال مصدر أمني، إن الجيش خاض اشتباكات مع المسلحين الذين أحرق بعضهم إطارات لإعاقة تقدمها، إلا أنها تمكنت في النهاية من الدخول.

وكان مصدر مسؤول قد أكد أمس، انتشار الجيش بصورة كاملة في منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية. وأضاف المصدر، أن اثنين من منطقة باب التبانة قتلا خلال المواجهات مع قوات الجيش، بينما أصيب 12 آخرون من المنطقة بجروح.

وحول تحسن الأحوال الأمنية في المنطقة، أكد المصدر أن المدارس والجامعات في طرابلس ما تزال مغلقة منذ الاثنين الماضي، إلا أن المدينة شهدت أمس عودة حركة السير، وإن كانت بدرجة طفيفة، مع إعادة المؤسسات التجارية والمصارف فتح أبوابها.

إلى ذلك، وصف وزير الدفاع اللبناني فايز غصن، ما حدث في طرابلس بأنه "تطور خطير جدا"، ودعا إلى تكثيف الجهود لعدم تكراره، ومحاسبة جميع المتورطين في العمليات التي أودت بحياة الكثير من المدنيين. وأكد في بيان صدر أمس، على أهمية الخطة الأمنية، التي بدأ الجيش في تنفيذها، معتبرا أن من شأن نجاحها تجنيب المدينة عودة التوترات والإشكالات الأمنية، ودعا إلى ترك الأجهزة الأمنية تقوم بعملها في موازاة عمل الأجهزة القضائية.

من جانبه، قال الشيخ نبيل رحيم، وهو أحد الشخصيات البارزة في المدينة، ولعب دورا كبيرا في نجاح جهود التهدئة، إن أسباب العنف المتكرر هي "تداعيات الأزمة السورية، والاصطفاف السياسي الحاد بين قوى 14 آذار، وقوى 8 آذار، إضافة إلى الاحتقان الطائفي". وطالب رحيم بقيام الجيش الوطني بدوره وفرض هيبة الدولة، ونزع السلاح من التشكيلات غير القانونية كافة، وأضاف "إذا لم توضع خطة أمنية لنزع السلاح من الطرفين ستبقى الأمور في حالة انفلات".

وأدت الاشتباكات التي اندلعت الاثنين الماضي واستمرت عدة أيام، إلى مقتل 17 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين، على خلفية الصراع الدائر في سورية، إذ يتبادل الجانبان الاتهامات باستخدام المدينة كقاعدة لإرسال مقاتلين وأسلحة إلى هناك.