تطلق وزارة التربية والتعليم برنامجا للأمن الفكري مع بداية العام الهجري الجديد، وذلك تحت عنوان "التثبت شريعة وسلامة"، يستمر خمسة أسابيع بدءا من غرة محرم المقبل، ويهدف إلى توعية الطالبات بسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك عبر سلسلة من المحاضرات وورش العمل التي ستطبق على مراحل التعليم الثلاث "ابتدائي ومتوسط وثانوي". وتناقش المحاضرات أهمية التثبت من أمن المجتمع وبيان دور المسلم تجاه الشائعات وخطر الشائعة على الفرد والمجتمع ودور الأسرة في أمن المجتمع.

وجاء في الخطة التفصيلية للبرنامج - حصلت "الوطن" على نسخة منها - أن شبكات التواصل الاجتماعي (تويتر وفيسبوك وغيرها)، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة عدد من أفراد المجتمع خلال الأعوام القليلة الماضية، ولا ينكر أحد إيجابياتها، إذ ساهمت تلك المواقع في إذابة كثير من الفوارق الاجتماعية بين أوساط مستخدميها، وسمحت بالتواصل مع العالم الخارجي، وتبادل الآراء والأفكار ومعرفة ثقافات الشعوب وتقريب المسافات، وممارسة عدد من الأنشطة التي تساعد على التقرب والتواصل مع الآخرين وفتحت أبواباً تمكن من إطلاق الإبداعات والمشاريع التي تحقق الأهداف، وتساعد المجتمع على النمو. كما أنها ساعدت على الترفيه المباح والتواصل الفعال بين المجتمعات، واستخدمت أيضا للتذكير بالعبادات، واكتساب العلم، والسرعة في نقل الأخبار والأحداث، وساعدت في التواصل مع صانعي القرار.

إلا أنه رغم هذه الإيجابيات، فقد ظهر عدد من السلبيات من أبرزها كثرة الشائعات والمبالغة في نقل الأحداث وبعض النقاشات التي تبتعد عن الاحترام المتبادل، وعدم تقبل الرأي الآخر، ونشر أمور تنافي المروءة والأخلاق وتفسد القلوب، وأصبح من السهل الوصول إلى مواقع سيئة مما قد ينتج عنها تشتت للأسر، وهدم للمجتمعات، وتأثير سلبي على الدين والإيمان. كما أصبحت سبباً للعزلة الاجتماعية بين الإخوة والأبوين، وتفكيك المجتمعات، حيث أدت إلى عزل الشباب والمراهقين عن واقعهم الأسري وعن مشاركتهم في الفعاليات التي يقيمها المجتمع.