تطورت الأمور سريعا في صالح حركة "حماس" في قطاع غزة ، إذ في وقت تراجعت فيه حركة أطلقت على نفسها "تمرد" عن مخططات لها بدعوة الجماهير للخروج في قطاع غزة ضد "حماس"، اشتبكت عناصر من الجناح العسكري للحركة مع جنود الاحتلال فجر أمس، مما أدى إلى مقتل 3 من نشطاء الحركة، وإصابة 5 جنود إسرائيليين.

وقالت "حماس" إن اسرائيل شنت ضربة جوية على قطاع غزة أمس، قتل فيها ثلاثة نشطاء فلسطينيين بعد اشتباكات وقعت الليلة قبل الماضية، وقتل فيها مسلح فلسطيني وأصيب خمسة جنود إسرائيليين.

ورجح محللون أن تلجأ "حماس" إلى الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي في محاولة لاسترجاع التعاطف العربي معها، بعد سقوط حكم الإخوان المسلمين في غزة، وتشديد السلطات المصرية الخناق على الحركة، من خلال تقييد الحركة على معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، ومنع قادة ونشطاء الحركة من التحرك عبر المعبر.

وكان الاشتباك العسكري فجر أمس، بين نشطاء القسام والجيش الإسرائيلي هو الأعنف منذ نجاح مصر والولايات المتحدة في إبرام اتفاق تهدئة بين "حماس" والحكومة الإسرائيلية.

وأعلنت كتائب القسام مقتل خالد أبو بكرة، ومحمد داود، ومحمد القصاص "خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال شرق خان يونس، حيث توغلت آليات الاحتلال وقامت بقصف مدفعي، وأطلقت النيران من طائرات الأباتشي، وقصفت نفق القسام المكتشف مؤخرا".

وبالمقابل أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 5 من جنوده بعد أن " فجر جزءا من النفق الذي اكتشف في مستهل الشهر، وذلك بهدف تدمير منشأة حمساوية أخرى، وإزالة التهديد على مواطني إسرائيل من هذا النفق" .

وأضاف "خلال العملية تعرضت قوة من الجيش لتفجير عبوة ناسفة أدت إلى إصابة 5 من الجنود أحدهم: وصفت جراحه بالخطيرة، وآخر متوسطة و3 جروحهم طفيفة. وتم نقلهم بواسطة مروحية لتلقي العلاج بالمستشفى".

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيحاي أدرعي، "حماس خرقت تفاهمات عملية عامود السحاب بتنفيذها عمليات ذات طابع هجومي داخل الأراضي الإسرائيلية عبر إنشاء أنفاق هجومية تخريبية"، محملا "حماس بصفتها الجهة المسيطرة في قطاع غزة المسؤولية لمنع الإرهاب على مختلف أشكاله".

من جهة ثانية، أعلنت حركة "تمرد" غزة عن مخططاتها دعوة الجماهير الفلسطينية للخروج إلى شوارع غزة لإسقاط "حماس" أسوة بحركة "تمرد" مصر. وجاء القرار متوافقا مع تقديرات المحللين الذين رأوا أن "تمرد" غزة غير قادرة على تطبيق نموذج مصر بإسقاط الإخوان المسلمين نظرا لقوة "حماس" الجماهيرية والعسكرية.

وقالت المجموعة "أمام ما يحدث بالقطاع المغتصب من قتل وقمع وطمس للحريات العامة، وأمام هذا كله وغيره من المواقف السلبية التي تدور بالمنطقة، وحرصا منا على سلامة المواطنين والجماهير التي نشعر بقهرها والغلبة على أمرها، فقررت المبادرة بإلغاء الخروج في مسيرات يوم 11- 11 وتحويله إلى بداية أيام حملة العصيان المدني ضد ما يسمى حكومة الأمر الواقع والمتمثلة في حماس".

وبالمقابل دعت إلى عدد من إجراءات العصيان المدني بما يشمل "عدم الذهاب لأي من مؤسسات حماس أو ممثليها أو ممتلكات أعضائها مثل مدينة أصداء أو ما شابهها من متنزهات ومزارات" و"عدم الشراء أو التبايع مع أي من مراكزها أو ما لها من نسب فيها وإرباح للحركة المستبدة" و"محاولة الابتعاد عن الشكاوى واللجوء إلى ما يسمى شرطتها ومراكزها الباستيلية بالشكل الذي يحافظ على ممتلكات وسلامة المواطنين، وما يبعد عنهم الخطر".

من جهة ثانية، أكد مسؤولون فلسطينيون أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، برغبة الوفد الاستقالة من المفاوضات في ضوء تصعيد الاستيطان الإسرائيلي، غير أن الرئيس عباس رفض الاستقالة، مما منع بحثها في اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وقال عضو اللجنة التنفيذية واصل أبو يوسف، لـ"الوطن" "لم يطرح موضوع استقالة الوفد الفلسطيني المفاوض على اجتماع اللجنة التنفيذية، وبما أنه لم يطرح فإنه لم يناقش ولم يتم إثارة هذا الموضوع على الإطلاق، علما بأنه في حال وجود مثل هذه الاستقالة فإنه يتوجب أن تقدم إلى الرئيس عباس في اجتماع اللجنة التنفيذية".

في غضون ذلك، كشفت مصادر مطلعة لـ"الوطن"، أن الرئيس عباس سيلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في السادس من الشهر الجاري في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية؛ وذلك خلال جولة يقوم بها كيري في المنطقة تبدأ يوم غد.