بعد أن هدأت العاصفة، وذهب أهل الإعلام إلى ملفات أخرى، ما زلت مهتمة بإبراز ما تجاهل إبرازه زملاء وزميلات، مكتفين بالقدح في مناقشة مجلس الشورى مسألة تفقيس "بيض الحبارى"، بينما خلفيات الموضوع تعود إلى ريادة السعودية باقتراح الهيئة السعودية للحياة الفطرية أن تحفز بلادنا الدول العربية للمصادقة على "إنشاء الاتحاد العربي للمحميات الطبيعية" ومقره الرياض.. مما يجعلني مهتمة وفخورة ببلادي وفي زمن التمزيق، يقول رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية : الهيئة رأت أنه لا بد من تأسيس "اتحاد للمحميات الطبيعية في العالم العربي والعمل من خلاله عمل "وطني عربي شامل".. والسؤال: "لماذا يتوقف الإعلاميون ولا أعمم، أمام تفاصيل مغرقة في المحلية تُضخم وتقزم الدور السعودي في محاولة التقريب ولم الشمل العربي الممزق..!

المطلوب شبكة من الدول لا يقل نصابها عن سبع دول مشتركة الحدود لتطبيق النظام الأساسي للاتحاد، وافق مجلس الوزراء السعودي على النظام الأساسي للاتحاد العربي للمحميات، وقدم الخبراء الدراسات اللازمة لإقراره من "جامعة الدول العربية"، وأبرز ما ذكره رئيس الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية أن "الهيئة بحاجة لخبراء، والخبراء المختصون في هذا المجال قليلون على مستوى العالم، ومع الميزانية الجديدة هناك محاولة للارتقاء مع حمل هموم الريادة وبإنشاء شبكة عربية للمحميات لتبادل الخبرات وإدارة وتشغيل هذه المحميات وإنشاء قواعد معلومات عنها.

بين خطوة الدعوة لشبكة المحميات، والوصول لمرحلة تشغيل المناطق المحمية المشتركة هناك جهود جبارة ستبذل.. تخلف وغيبوبة المصداقية بعدم وضع المشهد كاملا أمام المجتمع والمكابرة على الاعتذار، أو الكف عن حفلات الردح والدرعمة لجذب الانتباه على حساب صورة تراكمية للوطن تعد مزايدة فجة، مهما بلغ عدم رضانا عن بعض الخطوات أو بطء التحرك تجاه بعض القضايا ليس توقيت الطرح بهذه الطريقة وحروب الإبادة وتمزيق الأوطان المسلمة والعربية تحف بنا ولا نجد للقضايا التي تؤرق العالم العربي والإسلامي أثرا، وتضخم قضايانا المحلية ويشغل بها الإعلاميون الرأي العام بدون تمييز.. وإذا ما كان هذا اختيارهم ومستوى طرحهم فليكن بدون اقتصاص واقتطاع وتضليل.. حتى القاتم يستطيع تقديم الحقيقة بدون استخفاف، ليست لي مصالح مع أي جهة حكومية ولا أملك سوى مقالاتي للتحذير من "حفلات الردح والدرعمة".

أحيل القراء المهتمين للبحث والتقصي عن تفاصيل المواضيع التي تطرح في إعلامنا، وعدم الانسياق لمزايدة من يقدمون مقالات وبرامج للتباهي بطرح أسخن، وربما أحيانا أسوأ ما في مجتمعنا ولا يختلف ما يحدث فيه عن أي بيئة أخرى، يطرح فقط لأنه "يبيع" أكثر أو يرفع نسب المشاهدة على حساب الوطن..!