كنا نقف نصفق لكل مؤلف تصدر الطبعة الثانية من كتابه.. اليوم لم نعد نسمع بصدور الكتاب إلا وقد تجاوزت طبعته "المفرد"، فلكم كل الاعتذار - معشر المؤلفين - على تقصيرنا بالتصفيق لطبعاتكم التي أصبحت كأنها في حلبة "فورمولا 1"..!

كنت أفرح حين أرى طبعات كتاب تتوالى بخانة "الآحاد"، لكني أصبت بالذهول لاحقاً وأنا أرى كتباً تتجاوز طبعاتها خانة "العشرات".. بين معرض وآخر.. بينما القارئ لا يعرف عنها!

الذهول لاحقني بسؤال "من الكاذب..؟"

.. فالناشرون يشكون هجر "المجتمع" للقراءة، وخسائر سوق الكتاب العربي.. والمؤلفون يبكون تأليفهم الذي لا يقتنى، و"ما يوكل عيش"..!

وعلى ذات المستقيم لكن على الطرف المناقض.. نمتلك أقوى معرض كتاب على مستوى العالم العربي، بشهادة "الكل".. حتى الأرقام تقول إن معرض الرياض هو الأقوى في القيمة الشرائية، وتحرص كل دور النشر العربية على حضوره، ويقاتل كل مؤلف ليكون صدور كتابه بالتزامن مع معرض الرياض للكتاب؛ إذاً من الكاذب..؟!

هل السعودي لا يقرأ؟ ربما؛ لكن بالتأكيد هو يشتري الكتاب، وهذا بحد ذاته نجاح للكتاب ولسوق التأليف ولدور النشر.

جلدنا أنفسنا بأننا مجتمع لا يقرأ وما زلنا ومعنا دور النشر والمؤلفون الذين هم اليوم يبالغون في الترويج بأن كتبهم بدأت تتجاوز بطبعاتها أرقاما خيالية، بعض الكتب وصل إلى 24 طبعة في عام واحد بمعنى أنه يرسل كل 15 يوما إلى المطبعة، ولو افترضنا أن طبعة كل كتاب 3 آلاف نسخة كما هو معروف، لوجدنا أن ذات الكتاب يطبع 72 ألف نسخة، وبذلك يكون المجتمع كسب ثقافة ووعياً، ودار النشر كسبت أرباحاً عالية، والمؤلف لو حصل على ريالين لكل نسخة لكسب 144 ألف ريال في السنة، أو 12 ألف ريال شهرياً..!

المسألة "مغرية" إن كانت دور النشر صادقة في أرقام طبعاتها، ولم يكن المؤلفون كـ"الشيطان الأخرس"..!

لكن البعض يتكهن – في ظل التكتم على أعداد التوزيع - أن كل طبعة لا تتجاوز ألف نسخة في أحسن التوقعات، وبعضهم يتهم "بعض" دور النشر بأنها تصدر طبعتين من ذات الكتاب معاً وربما توزعهما معاً في غش ثقافي..!

(بين قوسين)

مؤلف.. يتذمر من الزحام على معرض الكتاب مشككاً بأن هذه الجموع تقرأ.. يعني كأنه يقول للمجتمع "جالدينكم.. جالدينكم"..!