ولكل أصحاب المعالي، ولكل السادة النجباء من أصحاب القرار الإداري العالي في هذا الوطن أستأذنكم أن أنقل لكم اليوم بعض ما لمسته من نبض الشارع وآراء ورؤية الجمهور. نحن جميعاً تعبنا من حكاية "تمديد الخدمة" لأي موظف بعد السن الرسمي للتقاعد وهذا الشعب "الولاد" العظيم تعب من إسطوانة.. "ما في البلد إلا هالولد"، كل أبناء شعبكم العزيز العظيم يعرفون أن أفضل مدير جامعة في تاريخ التعليم العالي أعطي الفرصة وهو في منتصف الأربعين، وكل أبناء هذا الوطن يعرفون أن أفضل مدير جامعة "صاعد" جاء من جامعة جازان قبل سن الأربعين؛ لأنه شاب يريد بناء سيرته الذاتية في خدمة وطنه. وخذ بالتقريب المثالي الأصغر، أن أبناء مسقط رأسي في "سراة عبيدة" يعرفون جيداً أن أروع رئيس بلدية غير كل معالم المحافظة جاء إليهم وهو لم يبلغ بعد الثلاثين من العمر.

هذا وطن به عشرون مليون مواطن قادر على الخدمة مثلما به أيضاً ثلاثة ملايين شاب من "التكنوقراط" الذين يريدون الفرصة لإثبات الوجود وبناء السيرة الإدارية الشخصية بالمواءمة مع الخدمة الوطنية الشاملة: لماذا إذاً، أصحاب المعالي وأصحاب القرار الإداري، هذا الإصرار العجيب على قتل وإبادة الآلاف من المواهب الوطنية الشابة من أجل عيون "500" متقاعد على المرتبة الخامسة، عشرة كل عام بالأرقام والبراهين يتم تمديد خدمتهم وكأننا "وطن" لازال في مرحلة محو الأمية.

لماذا تصرون على إعدام جامعتي، فيما سلف، بالتمديد عكس النظام لمديرها، للمرة الرابعة؟ لماذا الإصرار على إعدام وقتل الشؤون الاجتماعية في المنطقة المجاورة بالتمديد لمسؤولها رغم كل الكوارث التي لم تعد خافية على أحد؟ لماذا كل هذا الإصرار على إعدام كل حياة المواطن اليومية بحكاية "تمديد الخدمة" بعد التقاعد النظامي في التعليم والصحة والأمانة والضمان وكأن هذا البلد العظيم "امرأة عاقر"؟ ولماذا تصرون على إعدام أي تنمية في حارتي ومدينتي كي لا أشاهد وطني إلا من خلال قرار "تمديد الخدمة"؟؟؟