في كتابه الشهير عن "سرُّ المعبد" يسرد ثروت الخرباوي، المنشق عن تنظيم جماعة الإخوان المسلمين، تفاصيل الآلية المدهشة عن تصدير كوادر الجماعة إلى جامعات الخليج العربي ومناهل هياكله التربوية. وحين انشق اسم ضخم مثل، كمال الهلباوي، بدأ بفضح طرائن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، بوصفه رئيس التنظيم الدولي للجماعة لعقدين من الزمن. وحين استمعت إلى كمال الهلباوي مساء البارحة يتحدث مثلا عن وكر "جامعة الزقازيق" بوصفها الحاضن الخفي لإدارة التنظيم الدولي للجماعة.. سألت نفسي: كم هم الذين يعملون في جامعاتنا من أساتذة أو خريجي جامعة الزقازيق؟

والسؤال الجوهري المهم في قصة الأفكار: كيف تستطيع بناء أو افتتاح ثلاثين جامعة ومئة قسم للدراسات الإسلامية والشرعية ثم تظن أيضا أنك تستطيع السيطرة على أفكار كوادرها الأكاديمية والإدارية؟ لا توجد على الجبهة إشارة لتمييز السلفي عن الجهادي ولا علامة على الخد تشير إلى الإخوان أو القاعدي. مشكلة هواة الأفكار ومعتنقيها ليس إلا التلوَّن الشكلي مع متطلبات المرحلة وقد ضحكت مساء البارحة حين قرأت أن ما لا يقل عن خمسين أستاذا جامعيا "سعوديا" قاموا بمسح "شعار رابعة" من أيقوناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بعيد بيان وزارة الداخلية. ولتقريب المشهد في طريقة حذف الأفكار، فقد... ضحكت.... أكثر حينما رأيت "أشهرهم" يحذف من "رابعة" مجرد إصبعين، ليبقى على إصبعين وهذه إشارة أخطر على مجتمعنا وأمنه من بقاء الأصابع الأربعة. والمدهش الغريب الذي لم أفهم منه شيئا حتى اللحظة أن أشهر خمسة أساتذة سعوديين من حملة نوط "رابعة" مازالوا حتى اللحظة يدخلون على طلابهم في الجامعات وما زالوا يحاضرون على طلابهم في القاعات وكل ما فعلوه أنهم مسحوا إصبعين ورفعوا إصبعين ولماذا... وإلى أين..!!!