انتقدت روسيا الشكوك التي عبرت عنها الولايات المتحدة بعد إعلان النظام السوري بشأن أسلحته الكيماوية، التي عهد بها إلى المجتمع الدولي لتدميرها، وقالت: إن تلك الشكوك والاتهامات "لا أساس لها". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، "الاتهامات التي لا أساس لها حيال دمشق، بإخفاء معلومات عن مخزونات لأسلحة كيماوية، يمكن أن تفسر بعدم احترام عمل قامت به منظمتان مؤهلتان هما: الأمم المتحدة، ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية". مشيرا إلى أن دمشق سلمت المنظمة وثائق في 700 صفحة، تتعهد فيها بتدمير كامل مخزونها المؤلف من ألف طن من العناصر الكيماوية و290 طنا من الأسلحة.

وكانت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنثا باور، عبرت خلال الأسبوع الماضي عن "شكوك"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تواصل التحقيق في صحة لائحة الأسلحة التي سلمتها سورية إلى الأسرة الدولية. وتحدثت عن "سنوات من الكذب" مع نظام دمشق في مسائل أخرى "والكثير من الوعود التي لم تنفذ".

من جهة أخرى، شدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، على أن الائتلاف الوطني السوري لا يمكن أن يمثل أطياف المعارضة كافة في مؤتمر "جنيف-2". وقال: "التعنت والمطالب يقدمها الائتلاف الوطني الذي يدّعي بأنه ممثل شرعي وحيد للشعب السوري. لكنه، في الحقيقة لا يمثل أغلبية في صفوف مجموعات المعارضة التي تواجه نظام الأسد".

إلى ذلك أكد لافروف، أن الكثير من ممثلي المعارضة وافقوا على حضور اللقاء الذي دعت موسكو إلى إقامته بين مختلف أطياف القوى السياسية السورية. وأعرب عن أمله في أن يكون الرد على الاقتراح الروسي إيجابيا، وأن يرسل الجانب الأميركي خبراءه لحضور اللقاء، بجانب ممثلي المبعوث الأممي العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي. وتابع: "لدينا أسس للاعتقاد بأن مثل هذا اللقاء سيكون مفيدا؛ كي يلتقي الفرقاء وجها لوجه، وأن يتفقوا بشأن مقاربة مشتركة لا تتعارض مع المبادرة الروسية - الأميركية، بل ستعرب عن موقفهم الإيجابي من هذه المبادرة والمشاركة في مؤتمر جنيف".

وبدوره، أعلن لوكاشيفيتش أن الائتلاف الوطني يرفض المشاركة في اللقاء، وقال: "للأسف يرفض الائتلاف الوطني وقادته هذه المبادرة، إذ يعدّونها غير بناءة، وليسوا على استعداد للمشاركة في مؤتمر "جنيف-2" الدولي". وأضاف: "يجري عمل تحضيري، وتعدّ الخارجية هذه المبادرة أنها ستكون مفيدة جدا من ناحية تنسيق مواقف الأطراف السورية، التي يجب أن تتوصل إلى اتفاق في جنيف". وأضاف بشأن المبادرة الروسية أن "هذه هي بادرة رمزية تأتي تحضيرا للمؤتمر الدولي في جنيف. وحتى الآن نتلقى ردود فعل إيجابية من قبل الكثير من مختلف قوى المعارضة".