لا يهم أن يرى البعض المعادلة بالمقلوب، حيث تنتقد دكتورة خليجية ما السائح السعودي لقدومه لمدينتها للشراب والنساء في حين لا يسافر شباب (ديرتها) للسعودية إلا للحرمين، فالمعادلة الحقيقية ببساطة هي أن السعودية لم تفتح فنادقها للبارات والمراقص وأن السياحة الدينية هي الأولى لدينا، وتعلم أختنا الكريمة ومن يرى ما تراه أنهم لو منعوا المحرمات في فنادقهم لفشلت السياحة لديهم فشلا ذريعا مريعا وخر صريعا، لكن ولنفس الأسباب نجد أن التحدي الذي تخوضه السياحة السعودية المحافظة كبير، لكننا نلمس الإصرار على خوض التحدي بثقة في جهود وخطابات رائد فضاء السياحة الأول سلطان بن سلمان، ونعي جميعا أن سياحتنا المحافظة ليس بالضرورة أن تحقق أرقاما تنافس السياحة في بعض عواصم السياحة العربية التي توفر وسائل الجذب المحرمة لكثرة قاصديها، المهم إن التحدي الذي يواجه السياحة السعودية في استقطاب السائح دون توفير المحرمات التي يسافر لها الملايين من السياح تحتاج لتعديل الكفة إلى عناية كبيرة بالتفاصيل واحترافية في تنفيذ المناشط والفعاليات السياحية لتكون مقصدا حقيقيا وعامل جذب مؤثرا، إلا أن الواقع في كثير من تفاصيله يحتاج للإتقان، فكثير من الفعاليات المناطقية يكلف بها أشخاص غير مؤهلين وعلى سبيل (الفزعة) ونظام (أي حاجة في أي حتة)، فمثلا تستغرب أن تقام فعاليات أدبية في مدينة ملاهٍ أو على هامش سوق (للجلابيات والكليجا) كما ويدهشك وأنت تستأجر قاربا في جزيرة المرجان أن يبتسم لك (القبطان) وهو يدير جهاز التسجيل فتتوقع أن تستمع (لليامال) أو حتى غدار يا بحر أو سامرية حتى (أي شيء أخضر) لكنك تفاجأ بـ (يا بابا أسناني واوا)! فإذا ما قدر لك حضور فعاليات منطقة زراعية كالخرج مثلا ستفاجأ بمسابقة (فك علبة العصير) والأيدي مغموسة (بالفازلين) ثم يكرم الفائزون وتقدم الجوائز فإذا بها (بطيخة) يستلمها الفائز و(تتزحلط) بسبب (الفازلين) وعليكم الباقي!

مشروعنا السياحي يستحق أن يكون احترافيا بتفاصيله لكن تنظيم جهات أخرى لبعض النشاطات الموصوفة بالسياحية يعطل الإتقان لعدم مرجعيته للجنة السياحة العليا التي تعمل باحترافية كبيرة ويجب أن تكون علامة الجودة التي لا يمنح شعارها إلا لمن يستحقه بحيث نتوقع مستوى النشاط بمجرد رعاية الهيئة له.