ليست المرة الأولى التي أتناول بها هذا الموضوع.. لأهمية ما أود طرحه لعل الحديث يدور حوله بجدية ونرى أثراً إيجابياً ما يوصلنا إلى نتائج عملية.

من المعلوم أن المخزون النفطي مهما كان كبيراً وممتداً لعقود قادمة بإذن الله.. لا بد أن تكون له نهاية كما حصل في بلدان أخرى.. مثلما هو الماء الجوفي الذي ظننا أن يستمر تدفقه خاصة بالقصيم وحائل والخرج ووداي الدواسر لسنوات طويلة حتى فوجئنا بنضوبه أو تدني مستواه، لأن الاستنزاف أدركه ويحتاج لمئات السنين حتى يعود لما كان عليه مع إدارة الله تعالى بنزول الأمطار الغزيرة.

إذن، ما هو الحل لمواجهة الحدث قبل وقوعه؟.. إنه البحث الجاد عن الطاقة البديلة المتمثلة بالشمس المشرقة على بلادنا وكذلك الرياح دائمة الهبوب أكثر أيام السنة، إنها طاقة صديقة للبيئة متجددة وآمنة ليس لنا إلا المبادرة باستثمار هذين الموردين بكل مناطق المملكة مع الإبقاء على ما تبقى من المخزون النفطي في باطن الأرض للأجيال القادمة ومواجهة عوادي الزمن.

قد يقول قائل باستخدام الطاقة الذرية السليمة لكنها غير مأمونة العواقب لأسباب كثيرة يدركها ذوو الاختصاص، والأولى الركون إلى المصدرين المشار إليهما آنفاً.. الشمس والهواء.. تجتمع بهمها الوفرة والأمن والديمومة.

الظروف الآن مواتية للعمل الجاد قبل فوات الوقت وضياع الفرص حبذا لو يؤسس لهذا الغرض النبيل جهاز مؤهل علمياً وإدارياً مدعوم مالياً، يوضع له برنامج عمل محدد زمنياً ويطور كلما زادت مسؤولياته وتوسعت نشاطاته.

بالمناسبة تكررت دراسات أن الولايات المتحدة الأميركية أوشكت على استنفاد نفطها غير أنها قد استبقت الزمن وأعدت بدائلها لتأمين الطاقة، وخاصة من النفط الصخري.. هكذا يجب أن يكون.