نقاط كثيرة تخللت اجتماع سمو ولي العهد في بكين مع رؤساء التحرير والكتاب الموجودين ضمن الوفد الرسمي أثناء زيارته تلك، توقفت أمام إشارتين مهمتين.

الأولى: أنه استهل الحديث بقوله "رحم الله امرأً أهدى إليّ عيوبي".. وفي هذه إشارة صريحة إلى أن كل ما يُكتب يُقرأ، كل ما يَبعث به الناس يتم الاطلاع عليه، كل ما تنشره الصحافة يتم التحقق منه، أو هكذا يفترض، فإن كانت هناك أبواب مغلقة في مكان ما، فعنوان هذا الرجل واضح، تستطيع مراسلته متى شئت، في أي أمر شئت، طالما التزمت النقد الهادف، وابتعدت عن التجريح والإساءات.

النقطة الثانية: تأكيده أنه ليس هناك دماء ملونة في بلادنا، ليس هناك دماء زرقاء أو غيرها، جميع الدماء ذات لون واحد لديه، هذه إشارة "تطمين" بالغة الأهمية تتضمن تحقيق العدالة الاجتماعية والتنموية..

الناس يدعون ـ وأنا معهم ـ إلى ترسيخ أكثر لمفهوم العدالة بشكل عام والعدالة التنموية بوجه خاص، نحن نشاهد في مناطق ما لا نشاهده في مناطق أخرى، ميزان التنمية والنمو في محافظة ما، يتباين مع ميزانها في محافظة أخرى، هذا يبعث شعورا بالإحباط..

الذي أفهمه من حديث سمو ولي العهد، أن المواطنين سواسية لدى الدولة، من حيث استحقاق التنمية..

سمو ولي العهد أشار خلال الحديث إلى أحد مقالاتي المنشورة هنا، وهو ما يؤكد ثقته الراسخة والعميقة في الصحافة المحلية، وتقديره المتواصل لكل ما ينشر هنا وهناك.

الخلاصة: لا تحتاج بلادنا هذه الأيام شيئا كحاجتها للصدق والإخلاص، الصدق في الكلمة، والإخلاص في العمل.. لو تحققت هاتان المعادلتان لقفزت بلادنا بسرعة الضوء، نحو العالم الأول.