رجل دولة بحجم الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، يعاد عليه السؤال أكثر من عشرين مرة، وفي أكثر من قناة: "هل أنت نصراوي"؟.. سؤال ممل لا يفيد المشاهد ولا يليق بالمسؤول الكبير، وإنما يظهر مدى جهل إعلامنا بأهمية حضور مثل هذه الشخصية الكبيرة ومحاولة الاستفادة من وجوده بأسئلة تفيد المواطن والوطن بكل مناطقه وقطاعاته واختزال حضور رجل الدولة في السؤال المتكرر: "هل أنت نصراوي؟".

ماذا لو سألنا أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم: "هل أنت أهلاوي؟" وهو الحارس الأهلاوي العملاق السابق وعضو مجلس إدارة النادي الأهلي الأسبق وكأننا نسقط عليه أنه يدعم الأهلي، أو سألنا نائب رئيس الاتحاد محمد النويصر: "هل أنت شبابي؟" وهو الرئيس السابق لنادي الشباب أو سألنا الأمين العام للاتحاد أحمد الخميس: "هل أنت هلالي؟" وهو الأمين السابق لنادي الهلال لأكثر من عشر سنوات، أو سألنا رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان: "هل أنت هلالي؟" وهو اللاعب والإداري في نادي الهلال لأكثر من عشرين عاما أو سألنا أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد الكرة الذين هم مصدر التشريع في اللعبة الشعبية الأولى في المملكة: هل أنتم تميلون لأي ناد أم أنكم جئتمونا من كوكب آخر؟..

أين تكمن الخطورة على النصراويين والهلاليين في أن يكون الرئيس العام نصراويا من جانب الهلاليين، أو أن يكون أمين عام الاتحاد ورئيس لجنة الاحتراف ورؤساء بعض الإدارات والأقسام في الاتحاد والتي يعمل بها أشخاص عملوا في نادي الهلال من جانب النصراويين؟، دائما ما يسيء طرح مثل هذا السؤال على الأمير نواف بن فيصل، ليس لمحاولاته الدائمة بالدفاع عن أنه تلقى عضوية شرفية من الرمز النصراوي عبدالرحمن بن سعود (يرحمه الله) وهو في مرحلة مبكرة من عمره وأنه في حقيقة الأمر يميل لكل الأندية بحكم موقعه ومسؤوليته، ولكن الإساءة تكون في ترديد أسئلة ليس لها أي قيمة أو فائدة مقارنة بأسئلة أهم وأعم ولمصلحة البلد.

لو افترضنا جدلا أن الأمير نواف بن فيصل نصراوي، هل من اللائق إعادة هذا السؤال في كل مناسبة، وهل يعتقدون "من يرون الناس بعين طبعهم" أن الأمير نواف سيقوم بخرق الأنظمة واللوائح لأجل نادي النصر دون تدخل مجلس الإدارة المنتخب والجمعية العمومية بالاتحاد؟ وكأنهم إمعات! هذا كلام لا يليق بالأمير وبالأساتذة الأعضاء ومرفوض وسؤال يجب أن يتوقف طرحه مستقبلا والاستفادة من وجود القيادي الرياضي والشبابي الأول وعضو اللجنة الأولمبية الدولية بطرح أسئلة أكثر عمقا وأهمية ووعيا ومسؤولية.

لقد واجهت شخصيا حربا ضروسا عندما تم اختياري للعمل باتحاد كرة القدم بين عامي 2006 و2008، وذلك لكوني أميل لنادي النصر حينها ولم يسبق لي العمل بالنادي بشكل رسمي، بينما عدد من موظفي الاتحاد حاليا وأهم مفاصله يعمل بها هلاليون عملوا فعلا في نادي الهلال ولسنوات طويلة ولم يتشنج النصراويون ويشنوا حربا عليهم ويقطعوا أرزاقهم، ولماذا عندما يعمل في اتحاد القدم هلالي سابق تكون الأمور عادية وطبيعية وليس هناك أدنى مشكلة وقرار يجب أن يحترم وهذا اختيار مثالي وقدرة إدارية و.. و.. وإلخ؟، بينما لو عين نصراويا في إدارة صغيرة في الاتحاد أو في لجنة هامشية تقوم قيامة البعض ويبدأ التشكيك وتشن الضغوط والحروب حتى يتم إبعاده وقطع رزقه دون النظر إلى جودة عمله.

السؤال

ماذا لو طالب النصراويون بأن يكون أعضاء اللجان والعاملون في اتحاد القدم بنظام المحاصصة، بحيث يكون نفس العدد من النصراويين والهلاليين؟