في العرف الدبلوماسي حينما يتم تكليفك بمهمة محددة بصلاحيات واسعة وإمكانات غير محدودة فأنت سفير فوق العادة..

ربما نكون من الدول القليلة في العالم التي تمتلك عدداً هائلاً من السفراء فوق العادة.. إذ نمتلك قرابة مئتي ألف سفير فوق العادة ينتشرون حول العالم.. مهام محددة بإمكانات غير محدودة.. دعم غير محدود.. ثقة غير محدودة.. أعني بهم أبناءنا وبناتنا المبتعثين حول العالم..

هنا معلومة مهمة يجب أن تحفظها جيداً: بدأ برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي نشاطاته عام 1426، بعدد 5000 مبتعث إلى أميركا.. اليوم حسب آخر الإحصاءات الرسمية هناك 150 ألف مبتعث ومبتعثة موزعون على أكثر من 30 دولة في العالم - تجدر الإشارة هنا إلى أن عدد الخريجين من البرنامج منذ انطلاقته تجاوز 55 ألف طالب وطالبة - أي حديث عن قيمة وانعكاس هذا البرنامج الضخم على بلادنا هو من باب التكرار الممل.. أشير فقط إلى نقطتين..

الأولى أن إدارة هذا العدد الضخم الموزع على بعض الدول ليس بالأمر السهل.. ومتابعته ليست بالهينة.. والإشراف عليه لا يعد أمراً بسيطاً.. لذلك أنظر بتقدير بالغ لكل ملحق ثقافي في الخارج.. لأنه يقوم بعمل خارق.. خذ على سبيل المثال، حينما نتحدث عن مئة ألف طالب وطالبة في أميركا وحدها، فضلاً عن عائلاتهم وأطفالهم ومرافقيهم.. كيف تستطيع تقديم الشكر للملحق الثقافي هناك الدكتور "محمد العيسى"؟!.. كيف نستطيع تقديم الشكر أيضاً لملاحق كندا وباريس ولندن وأستراليا ونيوزلندا وأيرلندا والصين وماليزيا وألمانيا وغيرها؟!..

- النقطة الثانية وهي الأهم .. تتعلق بالطلبة الدارسين على حسابهم الخاص.. أظن أن بلادنا قادرة من فضل الله على إلحاق جميع الدارسين بالبعثة، وتعليمهم والصرف عليهم.. هذه بلادنا وتعيش حالة ازدهار اقتصادي، وهؤلاء أبناؤنا وبناتنا.. المال يذهب.. البترول ينفد، وهؤلاء باقون ما أراد الله بقاءهم.