كشف مدرب أبها المستقيل أخيراً سعد البشري أن رئيس ناديه أحمد الحديثي رضخ للضغوط، وتخلى عما اتفق معه عليه بتجديد الدماء وصناعة فريق بطل، بجانب تآمر اللاعبين الكبار ضده في حوار مثير بالأسطر التالية:

هل أقلت أم استقلت؟

استقلت وأعلنت قراري قبل اجتماع مجلس الإدارة، ومن البداية لم أكن متشجعاً لولا أن رئيس النادي أبلغني أن هدفه تجديد الدماء وصناعة فريق بطل حتى لو كلف الأمر الهبوط للثانية، خصوصاً أنه منتخب لأربع سنوات.

ماذا حدث كي تستقيل؟

بعد عدة هزائم، ومع المطالبة بالفوز كثرت الضغوط على الإدارة، وتغيرت منهجيتها فرأيت أن أستقيل، مع أنني كنت أخطط للاستقالة منذ الجولة السابعة لولا مطالبة المحبين بالاستمرار.

ولو كنت أعلم أن توجه الإدارة سيتغير لما قبلت المهمة، لأن هذا الفريق غير جاهز ويحتاج لاعبين على مستوى عال، وكنا نعمل على أساس بناء فريق للمستقبل، ولذا صعّدت 10 لاعبين وأعطيتهم الفرصة وظهروا بمستويات جيدة، وسبق أن طبقت سياستي عام 1417 في عهد إدارة عبدالوهاب بن مجثل ونجحت فيها لأني أبحث عن مصلحة النادي، وليس عن مجد شخصي.

الظروف أجبرتك على الزج باللاعبين الشباب وليست رؤيتك الفنية؟

غير صحيح، الفريق لديه مواهب تحتاج الصبر، فليس من السهل أن تصنع من المواهب نجوماً في مباراة أو مباراتين، بدليل أن أحد نجوم الفريق الحاليين صنعته بعد أن كان في المدرج.

كيف رأيت اجتماع الرئيس باللاعبين في استراحة العقبة؟

لم أكن أتوقع أن تأخذ الإدارة رأي اللاعبين في المدرب، وهذا تصرف مؤسف، لأنها تنازلت عما اتفقنا عليه وهو التجديد وصناعة فريق بطل، ومن تكلموا في ذلك الاجتماع وطالبوا بإبعادي هم قريبون من التنسيق ويعلمون أن من يأتي بعدي لن يجرؤ على تنسيقهم، والمفاجأة أن البعض منهم أرسل لي نصياً "افتقدناك"، ولا زلت أحتفظ برسائلهم وسيأتي يوم وأكشفهم.

هل نستطيع القول إن هناك مؤامرة خلف إسقاطك؟

ربما تعرض بعض اللاعبين الصغار لضغوط، وقد يكون بعض اللاعبين الكبار رأوا أن فرصهم في تمثيل الفريق قليلة، وأنهم في طريقهم للخروج من النادي، وأنه سيحل مكانهم الشباب، فتآمروا على إسقاطي.

بيان النادي الإعلامي ذكر أنك واجهت حرباً من الداخل.. ما المقصود؟

قد يكون ذلك من اللاعبين أو أعضاء الإدارة أو الإداريين، أتمنى توجيه السؤال لمن صاغ البيان، وهو تأكيد أن حرباً داخلية كانت ضدي في النادي لأني شجرة مثمرة رميت بالحجارة، وللأمانة نعاني أحياناً كمجتمع من أزمة ابن المنطقة، ولو كان هناك مدرب أجنبي فعل ما فعلته في النادي لصفقوا له، لكن زامر الحي لا يطرب، وسيعودون يوماً لي ولأفكاري، فأي إدارة لا تهتم بالفئات السنية تعمل لنفسها، ولك أن تتخيل أن من 7 سنوات تقريباً لم تخرج الفئات السنية أي لاعب للفريق الأول، آخرهم نجم الفريق علي العلياني.

ما هي سياسة الإدارة بعد استقالتك؟

ـ عمل الإدارة الحالي مسكنات لن تنفع الفريق، حتى مع الفوز على حطين، وكنت أتمنى أنها كشفت استراتيجيتها منذ البداية ليعلم الجميع توجهها.

لكن أبها لم يصل في تاريخه بالأولى لهذا المستوى النقطي المتدني؟

ما طبقناه لم يطبق من قبل أي إدارة، وهناك لاعبون شباب لابد أن يأخذوا وقتهم، إضافة إلى أن بعض اللاعبين لم يتمرنوا معي إلا بعد 20 و30 يوماً من انطلاقة التحضيرات، إذ اتصل بهم الإداريون واعتذروا بأعذار واهية لمشاركتهم في دورات الحواري.

إذن كنت تمر بمعاناة إدارية في ضبط اللاعبين؟

مدير الفريق سليمان العلكمي والإداري حسين مفلح قليلا خبرة، لكن الأول محبوب والثاني عملي ومجتهد، ورأيت أن نأتي بشخصين لديهما طموح، وكان قبلهما الأخ إبراهيم حفظي ولكن لم تعرض عليه الإدارة العمل لأسباب لا أعرفها.

ما المعاناة الأبرز التي مررت بها؟

ـ إعدادنا سيئ جداً لعدم وجود السيولة المادية، فرئيس النادي حاول تأمين جميع المصاريف من حسابه الخاص بالإضافة إلى سلفة من بعض أعضاء الإدارة لإقامة معسكرات في دبي وفي نادي النصر، ولكن لم نوفق لأسباب مختلفة، وعسكرنا بعد عيد الفطر ليس للتدريب بل للم الشمل وتصحيح برنامج اللاعبين في الأكل والنوم فقط.

هل يعقل عدم وجود مدرب لياقة في الفريق في زمن الاحتراف؟

ـ تأخرت في استقطاب مدرب لياقة، والسبب أني لم أجد من أثق به ويتناسب مع فكري التدريبي، فسبق أن حصلت لي مواقف سابقة مع مساعدين وانصدمت بهم، لأني أبحث عن مدرب لياقة أمين ومخلص ولا يسرب أسرار الفريق.

هل أحرجك اصطدام نائب المشرف أحمد محرز مع بعض اللاعبين؟

ـ محرز يحب الانضباط ويرفض أن يكون هناك لاعب يقرر مصير النادي واجتهد ولم يوفق مثلي.

أعضاء إدارة قالوا إنهم لم يكونوا مقتنعين بتعيينك مدرباً؟

عضوان فقط كما قرأت في الصحف ولا أعرفهما ولا يهمني لأن هذا يبقى رأيا شخصيا.

البعض يحاول تثبيت مقولة أنك شخص غير مرغوب به كمدرب؟

طبيعي، هناك من يريدني وهناك العكس، ولكن أنا والله لا أحمل على أحد حقدا أو ضغينة، والبعض أساء لي عبر الصحف ولم أرد.

أوقف لاعب الفريق مناع العمري في وقت كنتم تحتاجون لأي لاعب.. وكذلك محمد العكاسي لم يعد يشارك؟

مناع لاعب جيد وخلوق لو تفرغ للعب، ولكن نصب نفسه متحدثاً باسم الفريق بحجة أنه يستطيع قول ما لا يستطيع غيره قوله، وإيقافه كان إدارياً لخلاف بينه وبين المشرف بسبب تذمره الدائم، وجلست معه لإعادته للصواب حتى وصلت إلى مرحلة أن آخر العلاج الكي وهو إبعاده عن تمثيل الفريق، إذ قال لي حرفياً "لم يجرؤ مدرب على تغييري"، وقلت له "إذا لم يستطع غيري فأنا على استعداد لإبعادك". وأما العكاسي فهو لاعب مستقبل ويحتاج إعادة تفكير في مستقبله ويترك الاستهتار، فقد أعطيته عدة فرص لم يحافظ عليها.

في ظل الأزمة المالية كيف ترى مستقبل أبها؟

مستقبل خطير إذا لم يلتف محبوه حوله، وقد يهبط، لأن اللاعبين لهم 4 أشهر لم يتسلموا رواتبهم، فضلاً عن عدم وجود منشأة للنادي.

بماذا تنصح المدرب القادم لخلافتك؟

ـ الحفاظ على اللاعبين الصغار: تركي عسيري ومحمد عطية وياسر العاصمي ومحمد ناحي، وإبراهيم الشريف والأخوان العكاسي، لأنهم مستقبل النادي لـ10 سنوات مقبلة.