مليار ريال خارج المملكة هذا الأسبوع حسب توقعات هيئة السياحة والآثار.

أغلب هذا المبلغ سينفقه السعوديون في دبي. فما الفرق بين مدننا وبين دبي؟!

رجاء لا أحد يستغرب السؤال فأنا لم أزر دبي حتى الآن، لكني أعرف من خلال دراستنا للجغرافيا أن مناخ شبه الجزيرة واحد.

وأعرف أن المعالم التاريخية في بلادنا أكثر مما هي في دبي.

والمولات عندنا مولات، والأبراج عندنا أبراج، والشواطئ عندنا شواطئ أكثر. والمقاهي عندنا مقاهٍ، ويمكنك أن تركز "شيشتك" على أقرب رصيف وتستمتع بمقهاك الخاص المتنقل.

عندهم سينما؟! يعني ننفق مليار ريال في أسبوع على شان نتثقف سينمائيا مثلا؟! طيب قنوات الأفلام ومواقع عرضها في الإنترنت "على قفا من يشيل" في كل بيوتنا.

"يمكن على شان" نركب الميترو؟! تذاكر المترو لا تصل هذا المبلغ.

بعض من أسألهم عن سبب سياحتهم في دبي يقولون لي: "يا أخي تكفيك المولات"، و"هو راجع من هناك ويده فاضية"!

وبعضهم يقول: "يا أخي تكفيك النظافة". وهو سيارته تحتاج فريق تنظيف!

بعضهم يقول: "يا أخي يكفيك النظام والانضباط". وهو هنا كما نعلم وتعلمون.

إنهم لا يذكرون مبررات اختيارهم دبي وجهة سياحية، وإنما يقارنون بين الأداء الإداري هناك وهنا، لكنهم في الحقيقة لا يسوحون من أجل عيون الإدارة، ولا من أجل السينما ولا النظافة ولا النظام ولا من باب الإحسان والتصدق على دبي بمليار ريال، هم أنفسهم لا يستطيعون تحديد سبب سياحتهم في دبي.

80% من سكان دبي أجانب من غير العرب، وهذا - حسب ظني - سبب قوي لسياحة السعوديين هناك وأغلبهم مع عائلاتهم.

لقد "تعودت" العائلات السعودية أن تشعر بارتياح عند سياحتها في مجتمعات خارجية، أكثر مما تشعر به عند سياحتها داخل مجتمعنا، حتى لو توافرت لدينا كل الخدمات وكل وسائل الترفيه وكل الانضباط والنظافة وحسن الإدارة، فإن السياحة العائلية ستظل دائما تفضل الخارج، ما دامت ثقافتنا الاجتماعية كما هي الآن.

المليار ريال في أسبوع واحد فقط، هي ثمن الشعور بحالة اجتماعية طبيعية لمدة ستة أيام.

حقا، شعور يستحق.