الحاصلون على "مسكن" أو "سيارة" كجائزة بعد المشاركة في برنامج "صدى الملاعب" في رأيي أنهم يحظون جميعا بنفس المدة الإعلانية على الشاشة، فلا أعتقد أن "جهير الدوسري" خرجت أكثر من سابقيها كالفائز من اليمن مثلا وإنما كانوا سواسية.
بعيدا عن التجريح غير المسؤول الذي طال "جهير الدوسري" بعد حصولها على المنزل من مقاطع فيديو أو "هشتاقات" خصصت لها عبر توتير، يمكن القول إن أمرين مرتبطين بعامل "الزمن" هما محورا الموضوع.
بدأت الحملة فعليا على "جهير" مع بداية الإجازة ـ أسبوع بلا دراسة ـ حيث الفراغ والسهر اللذان ينتجان مثل تلك التعليقات التعيسة، فلو أن المرء منهمك في واجبات الأهل والعمل والدراسة، لما استطاع أن يجد وقتا للإساءة للآخرين.
الجانب الآخر لعامل الزمن، هو توافق الإعلان عن جائزة "جهير" مع الحملة الإعلامية التي تقودها وزارة الإسكان، بشأن دعوة المستحقين من المواطنين للتسجيل عبر موقعها على الإنترنت للحصول على المسكن المناسب، وبما أن هذا موضوع ـ الحصول على منزل ـ يمثل القضية الأهم اجتماعيا، كان الإسقاط الساخر الذي نال "جهير" وجائزتها، والدليل على ذلك أن بعض التعليقات طالت وزارة الإسكان نفسها عندما قال بعضهم ناقما: "إن وزارة الإسكان تدعو المواطنين للمشاركة في مسابقة الحلم مع الآغا"، في إشارة إلى مصداقية وعود البرنامج الرياضي وسرعة التسليم. أخيرا هذه الظاهرة ربما تكون محل اهتمام الباحثين لدراستها من زاوتين: الأولى، من حيث النظريات السلوكية والتأثير على جماهير وسائل الإعلام، أما الزاوية الأخرى، فهي معنية بالتسويق عبر الشبكات الاجتماعية ومدى الفاعلية.