بدأت تركيا ببذل جهود كبيرة من أجل التقارب مع جارتيها العراق وإيران، لتحسين صورتها في الشرق الأوسط نتيجة لتوتر علاقاتها الدبلوماسية مع مصر، وبعد طرد النظام المصري أول من أمس للسفير التركي في القاهرة احتجاجاً على تصريحات إردوغان التي اعتبرها تدخلاً في شؤونه الداخلية، قال السفير التركي السابق في واشنطن ونائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض فاروق أوغلو "تركيا اليوم هي البلد الذي يسبح وحده في الفراغ".

بدوره، يرى رئيس مركز إسطنبول للدراسات الاقتصادية والسياسية الخارجية سنان أولغن "سياسة ما يسمى بـ"صفر" من المشاكل مع دول الجوار لم تعد موجودة بكل بساطة، وقد فشلت تركيا في التوصل إلى تبني سياسة دبلوماسية واقعية حيال التغييرات التي تشهدها المنطقة على إثر الربيع العربي"، وقال أولغن إنه على الرغم من تأكيدات رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان بأنه يقف إلى جانب أهل الحق، ولا يسعى للتدخل في شؤون الآخرين، إلا أن تركيا أدركت فشل سياستها وبدأت بالشروع في البحث عن توازن جديد.

من جانبه، اعتبر فيصل عيتاني من مركز الأبحاث الأميركي "أتلانتيك كاونسل"، أن إردوغان بصدد إعادة تقييم موقع تركيا الإقليمي في ضوء إخفاقات سياسته في المنطقة العربية"، وبحسب عيتاني فإن أنقرة اعتمدت "موقفاً عدائياً" تجاه بعض دول المنطقة، مما أدى إلى تأثر علاقاتها بشكل عام، وأضاف "رئيس الوزراء التركي يرى أن هذا هو على الأرجح الثمن الذي تدفعه بلاده لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولكنها بالتأكيد لم تكن تتصور أن سقوط هذا النظام سيستغرق وقتاً طويلاً".