أكدت المملكة أن اتفاق إيران ومجموعة (5+ 1) في جنيف حول البرنامج النووي الإيراني سيشكل خطوة أولية في اتجاه التوصل لحل شامل للبرنامج النووي الإيراني، فيما إذا أفضى إلى إزالة كافة أسلحة الدمار الشامل، وتوفرت حسن النوايا، على أمل أن يستتبع ذلك المزيد من الخطوات المهمة المؤدية إلى ضمان حق كافة دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

واطلع مجلس الوزراء على مختلف مجريات الأحداث وتطوراتها على صعيدي المنطقة والعالم، في الجلسة التي رأسها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في قصر اليمامة بمدينة الرياض أمس.

النووي الإيراني

وحول بيان اتفاق إيران ومجموعة (5+ 1) قال وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالعزيز خوجة، عقب الجلسة، إن حكومة المملكة اطلعت بعناية على اتفاق جنيف المبرم بين مجموعة (5 + 1) وإيران حول برنامجها النووي في 21 محرم 1435، الموافق 24 نوفمبر 2013، وترى أنه إذا توفرت حسن النوايا فيمكن أن يشكل هذا الاتفاق خطوة أولية في اتجاه التوصل لحل شامل للبرنامج النووي الإيراني، فيما إذا أفضى إلى إزالة كافة أسلحة الدمار الشامل، وخصوصاً السلاح النووي من منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، على أمل أن يستتبع ذلك المزيد من الخطوات المهمة المؤدية إلى ضمان حق كافة دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

لقاءات القيادة

وبين أن المجلس اطلع وبتوجيه كريم من رئيس الجلسة، على فحوى اللقاءات التي أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مع أخويه أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني خلال استقباله لهما، والتي تصب في صالح دول مجلس التعاون وشعوبها والأمتين الإسلامية والعربية، وكذا لقاء ولي العهد لرئيس دولة فلسطين محمود عباس، الذي أكد من خلاله الموقف الثابت للمملكة في دعم القضية الفلسطينية، وعبر عن إدانته للمخططات الإسرائيلية في بناء المستوطنات واعتداءاتها السافرة على الحقوق الشرعية الثابتة للشعب الفلسطيني.

العلاقات "العربية الأفريقية"

وتناول المجلس جملة مما شهده العالم من حراك تجاه العديد من القضايا من قمم ومؤتمرات واجتماعات، من بينها القمة العربية الأفريقية الثالثة التي عقدت في العاصمة الكويتية الكويت، وأكدت المملكة من خلالها، ضرورة تعزيز سبل التعاون وإزالة المعوقات بين الدول العربية والأفريقية، وبذل جهد أكبر لتطوير العلاقات بينهما، خاصة في مجالي تنمية التجارة المتبادلة وزيادة تدفق الاستثمارات.

حقوق الإنسان بسورية

وأعرب المجلس عن ارتياحه لتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالموافقة بالأغلبية على مشروع القرار الذي تقدمت به المملكة نيابة عن 66 دولة من الدول الأعضاء في المنظمة الدولية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان للشعب السوري الذي تستهدفه حكومة دمشق بكل أنواع القتل والإبادة الجماعية، ووصفه بأنه تأكيد على المبادئ السامية لحقوق الإنسان التي هي من أركان الأمم المتحدة.

وجدد المجلس على صعيد آخر، دعوة المملكة خلال أعمال المؤتمر "صورة الآخر"، تحت شعار "نحو تعلم أكثر إثراء للحوار بين أتباع الأديان والثقافات"، الذي نظمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا.

التغيير المناخي

كما شددت المملكة وفي سياق الحراك ذاته ومن خلال الاجتماع الـ19 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي الذي عقد في العاصمة البولندية وارسو، على وجوب أن تكون تلك الاتفاقيات الجديدة لعام 2015، شاملة ومتوازنة وتشتمل على المحاور المتفق عليها في مؤتمر الأطراف الـ18، بما في ذلك إجراءات تخفيض الانبعاثات والتكيف لظاهرة التغير المناخي والتمويل ونقل التقنية للدول النامية.

وأشار وزير الثقافة والإعلام إلى أن المجلس عبر عن استنكاره وإدانته للتفجيرات الإرهابية التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت، وعن خالص عزائه ومواساته لأسر الضحايا والحكومة والشعب اللبناني، وتجديد موقفها بإدانة الإرهاب بكل أشكاله وصوره.

تطوير القضاء

وعلى المستوى المحلي تقدم المجلس بخالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، إثر صدور المراسيم الملكية اللازمة بالموافقة على أنظمة "المرافعات الشرعية، والإجراءات الجزائية، والمرافعات أمام ديوان المظالم"، الذي جاء تتويجاً لما قضى به نظام القضاء ونظام ديوان المظالم وآلية العمل التنفيذية لهما، وإنجازاً لمرحلة بالغة الأهمية من مراحل مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير مرفق القضاء.

وناقش المجلس العديد من الفعاليات والنشاطات والمؤتمرات التي أقيمت تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، منها منافسات الدورة الـ35 لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، وأعمال الدورة الـ21 لمؤتمر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وأعمال المؤتمر السعودي الدولي الثاني لتقنية المعلومات.

نظام الإقامة

وفي السياق المحلي ذاته، استمع المجلس من وزير الداخلية عن سير تنفيذ الحملة الأمنية الميدانية لتطبيق نظام الإقامة واجتماعات الجهات الأمنية المشاركة في تنفيذها، وما حققته من نتائج، وتمنى المجلس كل النجاح لسير الحملة الأمنية التي حظيت بالشكر والتقدير لتلك الجهود من خادم الحرمين الشريفين.

وأفاد الدكتور خوجة أن المجلس واصل إثر ذلك، مناقشة جدول أعماله وكان مما أصدره من قرارات ما يلي:

وافق مجلس الوزراء على تعيين الدكتور راشد بن محمد الزهراني عضواً في مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين لتكريم المخترعين والموهوبين، ممثلاً للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.

كما ناقش مجلس الوزراء عدداً من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، ومن بينها تقارير سنوية لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووزارة العمل، عن أعوام مالية سابقة، وقد أحاط المجلس علماً بما ورد فيها، ووجه حيالها بما رآه.


اتفاقيات وعلاقات

وافق مجلس الوزراء على تفويض صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -أو من ينيبه- بالتباحث مع الجانب البولندي في شأن مشروع اتفاقية بين حكومتي المملكة وبولندا للتعاون في مجال الدفاع، والتوقيع عليه، في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية.

وقرر مجلس الوزراء الموافقة على إقامة علاقات دبلوماسية بين المملكة وترينيداد وتوباغو على مستوى (سفير غير مقيم)، وتفويض وزير الخارجية -أو من ينيبه- بالتوقيع على (بروتوكول) بذلك في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار.

وافق مجلس الوزراء على تفويض وزير المالية -أو من ينيبه- بالتوقيع على مشروع اتفاقية بين حكومتي المملكة والجزائر لتجنب الازدواج الضريبي ولمنع التهرب الضريبي في شأن الضرائب على الدخل وعلى رأس المال، في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية اللازمة.

وافق مجلس الوزراء على تفويض وزير المالية -أو من ينيبه- بالتوقيع على مشروع اتفاقية بين حكومتي المملكة وقيرغيزيا، لتجنب الازدواج الضريبي ولمنع التهرب الضريبي في شأن الضرائب على الدخل، في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية اللازمة.