أكدت مصادر ميدانية مطلعة مقتل قائد عمليات حزب الله في الغوطة المدعو علي إسكندر بالمعارك التي دارت خلال اليومين الماضيين، مشيرة إلى أن قيادة الحزب الطائفي تكتمت على ذلك النبأ، خشية مما قد يحدثه من آثار سالبة على معنويات مقاتلي الحزب.

ورغم محاولات حزب الله في لبنان الظهور أمام خصومه السياسيين بمظهر المنتصر في سورية عبر قتاله إلى جانب قوات بشار الأسد والدفاع عن نظامه؛ فإن رياح مقاتلي الحزب الذين وعدوا بانتصارات قريبة في القلمون تجري بما لا تشتهي سفن محور "نصر الله – الأسد"، لا سيما بعد انتشار أخبار ازدياد أعداد قتلى الحزب التي باتت تملأ القرى الشيعية اللبنانية. كما أن الحديث عن فقدان شبان من الحزب يقاتلون هناك يشغل بال الأهالي الذين لا تصلهم معلومات عن أبنائهم، خاصة وأن العشرات منهم سقطوا أسرى في قبضة قوات المعارضة السورية خلال المعارك الأخيرة، لا سيما في الغوطة الشرقية وغيرها.

وبدا أن حزب الله يحتاج لمزيد من المقاتلين في سورية، إذ أفادت معلومات "الوطن" أن قيادات من الحزب، تستنفر المجموعات الأمنية الخاصة التي توجد في بعض قرى البقاع، وتعمد إلى إرسالها إلى سورية لسد نقص أعداد المقاتلين في القرى السورية التي يقوم حزب الله بالقتال داخلها لمنع سقوطها بيد المعارضة.

وقالت المصادر إن "حزب الله" بدأ عملية تجديد ما يسمى بـ"سرايا المقاومة" المؤلفة من أحزاب تنتمي إلى فريق 8 آذار، وإن قيادييه العسكريين عملوا على زيادة التدريب العسكري لمجموعات جديدة، متناسبة مع الاحتياجات الميدانية في البقاع الشمالي، وقد خصصت لها موازنات مالية خاصة، في محاولة لاستقطاب الشباب المؤيدين لحزب الله ومقاومته ونظام بشار، وإن معظم الشباب الذين يدخلون في هذه المجموعات من بيئات فقيرة يتم استغلالها ماديا واستخدامها في إطار مخططات الحزب للهيمنة على لبنان.

وتشير المصادر إلى أن بعض هذه المجموعات لا ينتقل إلى سورية، إنما يبقى في لبنان للقيام بمهام المجموعات الأمنية التي نقلها الحزب إلى هناك، من مراقبة ورصد في القرى والمدن، ومهام أخرى خاصة، وهي تكون على أهبة الاستعداد للانتقال إلى سورية، في حال استدعت الضرورة هذا التحرك السريع.

وكان حزب الله قد نعى أمس عناصره، صلاح الدين يوسف، وبلال حسن حاطوم، ويوسف ناجي، ليرتفع عدد قتلى الحزب المعلن عنهم في الساعات القليلة الماضية إلى 8 بينهم قيادي. وروجت صفحات إلكترونية تابعة للحزب أن يوسف قتل أثناء تنفيذه لعملية انتحارية في الغوطة.