جدَّد الائتلاف السوري المعارض أمس رفضه القاطع لمشاركة الرئيس بشار الأسد في الحكم الانتقالي الذي يفترض أن ينتهي إليه مؤتمر "جنيف-2" الذي حدد يوم الثاني والعشرين من يناير المقبل موعداً له. وأكد الائتلاف في بيان أمس "التزامه المطلق بأن هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها بشار الأسد أو أي من المجرمين المسؤولين عن قتل الشعب السوري، كما لا يمكن لهم القيام بأي دور في مستقبل سورية السياسي". وأضاف البيان أنه "ينظر بكل إيجابية إلى تحديد موعد انعقاد المؤتمر الذي سيكون موضوعه الأساس تطبيق بنود بيان "جنيف1" كاملة، بدءا بالوصول إلى اتفاق حول تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، بما فيها الصلاحيات التنفيذية على الجيش والشرطة والأمن وأجهزة المخابرات في سورية". ودعا الائتلاف المجتمع الدولي إلى التحضير للمؤتمر عبر تأمين وصول الإغاثة إلى كل المناطق المحتاجة، وإطلاق المعتقلين، لإثبات جديته في تهيئة الأجواء الإنسانية المناسبة قبل انعقاد المؤتمر".

إلى ذلك، قال قائد الجيش السوري الحر المعارض إن مقاتليه لن يشاركوا في مؤتمر جنيف2 الذي تقرر عقده في الثاني والعشرين من شهر يناير من العام المقبل، وأضاف في تصريحات صحفية أمس إنهم لن يوقفوا القتال، وسيواصلون معركتهم للإطاحة بالرئيس بشار الأسد خلال فترة المحادثات. وقال اللواء سليم إدريس إن الظروف غير مواتية لعقد المؤتمر في الموعد المقرر له، وإن الجيش الحر والقوى الثورية لن تشارك في المؤتمر. وأضاف أن مقاتليه لن يوقفوا القتال خلال المؤتمر أو بعده، وأن كل ما يهم في الوقت الحالي هو الحصول على الأسلحة التي يحتاجها المقاتلون.

وبينما وافق النظام السوري على المشاركة في مؤتمر "جنيف-2، دون شروط مسبقة، بحسب الإعلان الرسمي. تمسكت المعارضة بأن يؤدي المؤتمر إلى مرحلة انتقالية لا يكون فيها دور للأسد. وأوضح أن هذا ليس شرطاً لحضور المؤتمر، بل إنه يتطابق مع "مقررات الشرعية الدولية" وبينها جنيف1 الذي انعقد في يونيو من العام الماضي ضم الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن وألمانيا ودولاً عربية، واتفق خلاله على تشكيل حكومة انتقالية مؤلفة من ممثلين عن النظام وعن المعارضة، من دون ذكر مصير الأسد. كما تبنى القرار الدولي رقم 2118 الذي نص على تفكيك الترسانة الكيميائية السورية بيان جنيف1، ودعا إلى مؤتمر دولي لوضعه موضع التنفيذ.

في سياقٍ متصل، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن المؤتمر لا يهدف إلى "إجراء مباحثات عابرة حول سورية، وإنما يبحث عن موافقة متبادلة بين ممثلي النظام والمعارضة المعتدلة للوصول إلى تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات". وأضاف "إنه أمر صعب جداً، لكنه الحل الوحيد الذي يؤدي إلى استبعاد بشار الأسد والإرهابيين"، في إشارة إلى التنظيمات الجهادية المتشددة. وتابع فابيوس "الولايات المتحدة تدعم هذا الموقف". وأشار إلى أن الأسد لن يحضر شخصياً المؤتمر، بل سيشارك فيه ممثلون عنه.

في غضون ذلك، دعت مصر أمس الأطرف السورية إلى الإعداد الجيد لمؤتمر جنيف 2 "حتى يتم التوصل إلى حل حقيقي للأزمة". وقال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، في بيان حصلت "الوطن" على نسخة منه "نأمل أن يطلق الاجتماع تفاوضاً جاداً يفضي بأسرع وقت ممكن إلى تسوية سياسية مرضية للشعب السوري تحقق تطلعاته المشروعة نحو العيش في ظل الحرية والديمقراطية، وتحافظ على وحدة أراضيه وتعددية مجتمعه وتنوعه الثقافي". وأضاف "على كافة الأطراف الإعداد الجيد لهذا الاستحقاق الهام من أجل التفاوض والوصول إلى وقف نزيف الدم، وتسهيل مواجهة الأزمة الإنسانية ووصول المساعدات إلى مختلف المناطق".

بدورها، أكدت الحكومة الإيرانية استعدادها لحضور المؤتمر إذا تمت دعوتها، وقال وزير خارجيتها محمد جواد ظريف في تصريحات صحفية أمس "مشاركة إيران في "جنيف2" ستكون إسهاماً مهماً في حل المشكلة. قلنا دائماً إنه إذا دعيت إيران فسنشارك دون أي شروط مسبقة". وأضاف "حل الأزمة السورية قضية لها أهمية قومية بالنسبة لإيران، وسواء وجهت إليها الدعوة أم لا فإن طهران ستواصل العمل من أجل حل سلمي".