( قراءات في الأدب السعودي) كان العنوان الإبداعي المختصر لجلسة قراءات سردية وشعرية شارك فيها ثريا العريض وأميمة الخميس وهناء الغامدي، وزياد آل الشيخ وأحمد البوق، ضمن مشاركة المملكة في معرض فيينا الدولي للكتاب الذي اختتم الأحد الماضي وحلت عليه المملكة العربية السعودية ضيف شرف لأول مرة في تاريخ المعرض، فيما شارك كل من الدكتور عبدالرحمن المحسني والدكتور أحمد آل مريع بقراءات في الأدب العربي القديم، إضافة إلى ندوة حول أصول الخط العربي، قدم لها الدكتور سليمان الذييب من جامعة الملك سعود، وتحدث فيها كل من الدكتور عبدالله نصيف والدكتور سعيد السعيد من جامعة الملك سعود.
وشهدت محاضرة رئيس اللجنة الثقافية المشرفة على النشاط الثقافي في فعاليات وزارة التعليم العالي عبدالله بن محمد الناصر (ملامح من الشعر القديم) جدلا حول قضية المرأة العربية أثاره مستشرقون نمساويون قالوا إن المرأة ليس لها حضور في تاريخ وحضارة الأمة العربية، مما دفع الناصر إلى تفنيد هذا الرأي، قائلا: الأدب العربي خير شاهد على دور المرأة ومكانتها عند الإنسان العربي، المرأة هوية بارزة في عناصر الشعر العربي منذ العصر الجاهلي. وأكد الناصر أن الصورة غير واضحة لدى الغرب عن التاريخ العربي وحضارته، وأضاف أن الشعراء العرب تعمقوا في إبراز صورة المرأة في أدبهم، إلى وصف زيها ومحاسنها، كما جاء في البيت:
ولقد دخلت على الفتاة الخدر في اليوم المطير
الكاعب الحسناء ترفل في الدمقس وفي الحرير.
الفعاليات التي قدمت الوجه الثقافي السعودي للنمساويين، لم تقتصر على الجانب الإبداعي، بل تجاوزته إلى أفق معرفي، تمثل في مشاركة نائب رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور وليد أبوالفرج عبر محاضرة حملت عنوان آفاق الطاقة البديلة في المملكة العربية السعودية، أوضح فيها أن تطوير المصادر البديلة للطاقة يضع المملكة في مصاف الدول الأولى في تطوير الطاقة الذرية والمتجددة واستخدامها، كما سيخلق هذا التطوير في مصادر طاقة المستقبل فرصاً جديدة للمواطنين لتطوير قدراتهم وتسخير الوظائف ذات القيمة العالية لهم ولأبنائهم كما سيخلق ذلك فرصاً استثمارية واعدة.
وفي ندوة عن التعليم العالي في المملكة العربية السعودية (ملامح وآفاق)، تحدث كل من الملحق الثقافي في أمبركا الدكتور محمد بن عبدالله العيسى ووكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية الدكتور محمد بن عبدالعزيز العوهلي، تناولا فيها الحديث عن مسيرة التعليم العالي وتطورها على المستوى الأكاديمي والبنية التحتية والنقلة النوعية التي أحدثها برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي في قطاع التعليم العالي وانعكاساته على النهضة التنموية التي تعيشها المملكة في مختلف المجالات. وأوضح مقدم الندوة عبدالله الناصر أن التعليم في المملكة قبل ستين عاماً كان تقليدياً ولم تكن هناك مدارس أو جامعات، وتحول الوضع بشكل سريع وطموح إلى آلاف المدارس و36 جامعة حكومية وأهلية، مضيفاً أن هناك جانبا آخر لتلقي المعرفة من الخارج وهو الابتعاث، إذ يبلغ عدد المبتعثين حالياً أكثر من 150 ألف مبتعث ومبتعثة، فيما بين الدكتور العيسى في محاضرته أن عدد المبتعثين في الولايات المتحدة الأميركية يصل إلى 109 آلالف مبتعث. وبينما كان جناح المملكة بالمعرض يشهد إقبالاً من الزوار لتنوعه وجمعه بين التراث والحضارة، وتوزعت مساحته ما بين جانب للإصدارات الثقافية والعلمية والإعلامية وقسم النقش بالحناء، كان الخطاط إبراهيم العرافي يلبي رغبات الزوار بكتابة أسمائهم بخط عربي بديع، وإلى الجوار على مجسمات للحرمين الشريفين، وركن في الجناح للأزياء النسائية السعودية، وفي زاوية أخرى، زوار يتفاعلون بشكل لافت مع استعراض للفكلور قدمته فرقة الفنون الشعبية.