لو أنّ مؤلف الرجال من المريخ والنساء من الزهرة كان سعودياً لاختار (النساء من الجحيم والرجال من الجنة) عنوانا لكتابه، ذلك أنّ غالبية السعوديين يعتقدون أنّ أمّنا حواء هي التي وسوست لأبينا آدم بمعصية الله وهي سبب خروجهم من الجنة وهبوطهم للأرض ليكابدوا الهموم ويبحثوا عن الوظائف والشِّقق ويخسروا في الأسهم... وهلم نكدا، وهم لهذا لا يترددون بالقول إنّ القرآن الذي قال: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) قال عن النساء: (إن كيدكن عظيم) وهذه المفاهيم (تعشش) في (نوافيخهم) وتطعم فراخها حتى وهم في الصلاة فيقول أحدهم: (اهبن قضيتوا على الرجال، كل مرة نصلي على الأموات نجد عدد الرجال ثمانية فما فوق ومن النساء واحدة أو اثنتين!)

وسيلاحظ قارئ مجتمعنا أن نخلة الحيرة تشق (زلبطته) وأنه مهما هزّ جذعها فلن تساقط رطبا جنيا، فلا يتساءل أين أخفى الرجل قوله تعالى: (وعصى آدم ربه فغوى) وأن الله سبحانه وتعالى قال للقوام آدم: (اسكن أنت وزوجك الجنة) ولماذا تناست النساء أن آدم هو سبب حرمانهن من البقاء في الجنة، بل صار همهن كيف يهوِّن عليه الحياة على الأرض وأن يحولن الأرض جنة، فأصبح هدفهن الأول كسب رضاه والبحث عن الطريق لقلبه ـ على أنّ الطريق لقلب أغلب السعوديين يشبه طريق الهدا قبل التطوير، أو طريق الملك عبدالله وهو تحت التطوير، وبالغت السعوديات في حمل هذا الهم وتبنيه إلى أن شعر السعوديون أن هذه المحاولات مؤامرة جديدة لفتنتهم!

فالمرأة هبطت من الجحيم (مخصوص) لتفتن عفتهم، وتخدش براءتهم، وهم قوامون مسيطرون لكنهم ضعفاء أمام كيد القوارير، وهم لا يعرفون لماذا وصاهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرا وهن سبب كل المصائب، ولا يرددون إلا (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) ولا يستوعبون هذه الفتنة إلا من منظار الكيد والإخراج من الجنة، فلا يتصور واحدهم أن فتنة النساء قد تكون القوامة العادلة، أو الاحتواء والإحسان، أو التربية فهم (ولاد صغيرين ما نعرفش حاجة يابيه) والمرأة (الشيطونة) تخطّط لقذفهم في سقر، مع أن الشواهد الواقعية أثبتت عكس هذا بدليل أن آخر حملة دشنتها السعوديات للسعوديين كانت حجز مقعد للزوج في قافلة الحرية لعله يستشهد ويعود للجنة!