كراسي ومراكز البحث في جامعاتنا وغيرها، والتي لا تتواضع إلى مستوى هموم وظواهر المجتمع وتسهم في تشخيصها وتحجيمها، نتمنى التبرع بمخصصات تمويلها لمن يستحقها، هناك انفصام أكاديمي عن المجتمع، وجنون العظمة يتلبس النخب الصامتة أثناء الهجوم الغادر على مجتمعنا وبلادنا.. صناديق التنمية ومشروعات الأسر المنتجة وغيرها أحق بالتمويل.
أحذر من ظاهرة تقودها شريحة في مجتمعنا كشفتها "وسائل التواصل الاجتماعي وحديث المجالس" برزت توجهاتها ونزعتها النفعية المادية فلا صوت فوق المادة، برصدها ندرك أنه لا يوجد لديها باستثناء النوم سوى التغريد من أي مكان حتى من بيئة العمل وهبت نفسها للتذمر.. لا توجد إحصائية لكن على الأقل استطلاعي خرجت منه بأنها فئة استهلاكية، فالوطن عند هؤلاء تكمن قيمته فيما هو مادي استهلاكي، وهذه الشريحة ما لم تدرس حالتها بأسلوب علمي وتوجه لها رسائل الإدراك والتوعية والهوية ستكون كالوباء لمن حولها وتحتك بهم، فقد اختارت أن تكون الماديات وطنا لها، وولاؤها متجه بالتالي لمن يدفع أكثر.. فعندما تشارك في المناقشات جل حديثها عن الماديات وليحترق الوطن..!
مشروع خيانة وشراء ذمم غير مستبعد.. وأتحدث هنا عن أكثر الفئات "سعارا استهلاكيا" لا يشبع نهمها مهما تبضعت ومهما كان لديها من نعم تستعرضها بالصور..إذا زدنا على عامل النزعة الاستهلاكية ضعف الوازع الديني والوطني والأخلاقي ومن ثم غسل دماغه ليكون طائفيا مقيتا اتخذ طائفته دينا ووطنا له.
الضرر العائد على المجتمع نتيجة ترك الإشكالية تتفاقم، وجميع الظواهر التي توفر لها الوقت تضخم بعضها وتصعب السيطرة عليه.. اليوم بدأ الاحتياج لذراع إعلامي يُفعل عبر وسائط التقنية وشبكات التواصل الهجمات الموجهة لبلادنا وشعبنا، وهؤلاء أفضل شريحة مرشحة لتقديم خدماتها لمن يدفع أكثر وتجنيده بحكم كونه سيصل إلى حياة الرفاهية على أن يتحول بوقا ضد وطنه، إذ سيكتب كلاما لا تعنيه مصداقيته، وهو يتقلب في النعيم الذي بحث عنه وفق تصورات عقله المريض وسيتمتع بالمال..!
الشريحة التي أنادي بفحصها ودراسة أمراضها المرتبطة بالنفعية والمادية ضمن حماية الوطن من عمالة هؤلاء المحتملة.. جزء من استراتيجية التحصين ومن الخطوات الوقائية للشباب من الانحرافات التي تتخطى الانحرافات "الفكرية والعقدية" مرتبطة بالجشع والابتلاء بنهم الماديات واعتبارها مصدر السعادة الأوحد، ليس لأنها من الفئات الفقيرة أو المحرومة بل لأنها بدائية ما تخلصت من بدائيتها ولم تغرس فيها قيم القناعة ولا دربت على مهارات الاستمتاع بالحياة بما تيسر، مع طموحات مُرشدة تحقق إشباع الإنسان والوصول إلى غاياته بدون عاهات نفسيه وأخلاقية أبرزتها وسائل الاتصال الاجتماعية.