يعقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري محادثات اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في محاولة لإعطاء دفعة للمفاوضات المترنحة تحت وطأة النشاطات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية.

وفيما كشفت مصادر إسرائيلية بأن كيري سيعرض على نتنياهو خطة أمنية أعدها المنسق الأميركي لعملية السلام الجنرال جون ألين، نفت مصادر فلسطينية لـ"الوطن" معرفتها بالخطة التي وصفتها بـ "الغامضة" وقالت "سنجتمع مع كيري ونستمع منه إن كانت هناك هكذا خطة".

وبحسب المصادر الإسرائيلية فإن كيري يأمل أن تدفع الخطة نتنياهو إلى طرح موقفه وللمرة الأولى بشأن الحدود بين الدولة الفلسطينية ودولة إسرائيل.

في المقابل، سيضع الجانب الفلسطيني على رأس جدول أعماله النشاطات الاستيطانية، وأسباب عدم تطبيق نموذج مفاوضات جنيف بين إيران والمجتمع الدولي على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

في غضون ذلك، كشفت مصادر إسرائيلية أن إسرائيل تنوي تخصيص 20 ألف دونم من أراضي المنطقة (ج) بالضفة الغربية، للسلطة الفلسطينية لأهداف المشاريع الاقتصادية شريطة أن تكون تحت سيطرة أمنية إسرائيلية. وتصل مساحة المنطقة (ج) إلى نحو 60% من مساحة الضفة الغربية، وهي خاضعة للسيطرة الأمنية والمدنية الإسرائيلية وتستغلها إسرائيل لبناء المستوطنات وتفرض قيودا على البناء الفلسطيني فيها.

وقالت المصادر الإسرائيلية "سيتم في هذه الأراضي تسريع عملية المصادقة على المشاريع بحيث لا تتعدى 90 يومًا. وبادر الأميركيون، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID والتي ستموّل المشروع، إلى تأييد هذه الفكرة.

إلى ذلك، نجح المرابطون في المسجد الأقصى في إحباط اقتحام جماعي للمسجد دعت إليه ما تسمى "منظمات جبل الهيكل" المزعوم أمس بمناسبة عيد الأنوار العبري "الحانوكا".

وحاصرت قوات الاحتلال منذ ساعات الصباح أبواب المسجد القبلي والمصلين فيه، إلى أن انسحبت خارج أبوابه وتم فتح أبواب المسجد كالمعتاد وسط حالة من الترقب الحذر.

وقالت مؤسسة الأقصى "يأتي انسحاب الشرطة بعد تواجد مكثف للمصلين من أهل القدس والداخل الفلسطيني منذ ساعات الفجر وسط تكبيرات وشعارات مناصرة للمسجد الأقصى".

من جهة أخرى، أكدت سهى أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أمس أنها "مقتنعة تماما" بأنه "لم يمت بطريقة طبيعية". وقالت عرفات في اتصال من باريس "ما زلت مقتنعة تماما بأن عرفات لم يمت بطريقة طبيعية وسأظل أتابع إلى أن أصل للحقيقة".

وأشارت سهى عرفات إلى أنها "مصدومة من التقرير الفرنسي الذي تسلمت منه ملخصا من أربع صفحات فقط"، مؤكدة أنه من "غير المنطقي إطلاقا" أن الفرنسيين لم يجدوا شيئا.

كما أبدى ناصر القدوة ابن شقيقة عرفات، ومسؤول فلسطيني مقرب من الملف أول من أمس شكا في التقرير الفرنسي.

وكان خبراء فرنسيون، استبعدوا في تقريرهم أول من أمس فرضية وفاة عرفات مسموما، مرجحين الموت الطبيعي.

وعلى عكس الفرنسيين، أعلن السويسريون مطلع نوفمبر الماضي أنهم يغلبون فرضية التسميم بعد أن وجدوا البولونيوم- 210 بكميات أكبر بعشرين مرة مما اعتادوا قياسه. لكنهم لم يؤكدوا بشكل قاطع أن هذه المادة كانت سبب الوفاة. وبالنسبة للفرنسيين فإن وجود غاز مشع طبيعي، الرادون، في البيئة الخارجية يوضح هذه الكميات الكبيرة. لكن الفريقين ينطلقان من مسلم واحد وهو وجود البولونيوم بكمية تتجاوز المعدل الطبيعي في جسد عرفات.