اقترب مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر، الأورجوياني دانييل كارينيو، من وضع نفسه بين أهم الأسماء التدريبية التي مرت على الكرة السعودية بعدما نجح في فرض إعجاب المتابعين الرياضيين لعمله الفني المميز مع "العالمي" خلال مسيرته معه، والتي بدأت منذ منتصف الموسم الماضي، وقاده حينها إلى بلوغ نهائي كأس ولي العهد وخسره بركلات الترجيح أمام غريمه التقليدي الهلال. وفي عهده لم يخسر الفريق معه في دوري زين، إلا في مباراتين فقط، كانتا أمام الشباب والأهلي وبنتيجة واحدة (2/1)، قبل أن يعود هذا الموسم ويرد الثأر للشباب.
سجل لافت
تواصل تميز كارينيو هذا الموسم، وتحديداً في منافسات دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، فبعيداً عن صدارته لسلم ترتيب فرق دوري عبداللطيف جميل مع اقتراب الدور الأول من نهايته، سجل مع النصر أرقاماً لافتة تتمثل في عدم خسارة أي مباراة من بين 12 خاضها الفريق حتى الآن، وهو ما يعني استمرار سجل الفريق خالياً من الخسائر طوال 21 مباراة متواصلة منذ الموسم الماضي (بخلاف مباراة الفريق الأخيرة أمام نجران بكأس ولي العهد)، حيث كانت الخسارة الأخيرة للفريق من الأهلي في 21 يناير هذا العام بملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية في الشرائع. التفوق الآخر الذي أحدثه كارينيو، تمثل بنجاحه في إعادة صياغة الخط الدفاعي النصراوي، الذي بات في عهده أكثر تنظيماً بعد مواسم طويلة من المعاناة، بل إن دفاع "العالمي" وبفضل العمل الذي يقوم به كارينيو بات الأفضل بين جميع فرق دوري جميل، حيث لم يتلق الفريق سوى ستة أهداف (بمعدل نصف هدف في كل مباراة حتى الآن).
"شفرة" الأهلي
في وقت تغلب فيه النصر مع كارينيو على كل منافسيه في الدوري منذ تسلم كارينيو الأمور الفنية، لم يتمكن من حل "شفرة" الأورجوياني، سوى فريقي الأهلي والشباب، بيد أن لقاء الجولة الـ12 السبت الماضي ألحق الشباب بقائمة (ضحايا كارينيو)، ليبقى الأهلي الفريق الوحيد الذي لم ينجح الأورجوياني في تجاوزه، حيث خسر أمامه 1/2 في دوري الموسم الماضي (أيضاً تلقى خسارتين أمامه بذات النتيجة 1/3 ذهاباً وإياباً في كأس خادم الحرمين الشريفين)، وتواصل المسلسل عندما عاد بالتعادل السلبي أمامه في الجولة الثانية في دوري هذا الموسم.
مدرب ذكي
من جانبه أرجع المحاضر الآسيوي، المحلل جاسم الحربي، تفوق كارينيو إلى نجاحه في فرض شخصية فنية للفريق احترمها منافسوه. وأشار إلى أن الأورجوياني "يعرف كيف يسير بفريقه بفضل قراءته المميزة أثناء سير المباراة، مع امتلاكه لدكة بدلاء غنية تمكنه من التدخل فنيا عندما يلزم الأمر"، مضيفاً "نجح أيضاً في اختيار الطريقة الفنية التي تساعد فريقه على الحصول على ما يريد، ففي مواجهة الهلال لعب بطريقة مناسبة وخطف النقاط الثلاث بجدارة واستحقاق، وأمام الاتحاد لعب بأخرى وخطف نقاطها أيضا باستحقاق"، مبيناً أن كارينيو "طموح ويأمل في تحقيق إنجاز. وأرى أنه قادر بهذا الفريق أن ينافس على كل البطولات في ظل التراجع الفني لبعض الفرق المنافسة".
تعزيز شتوي
ولم يغفل الحربي ضرورة استقطاب الفريق النصراوي لعناصر أجنبية تفوق في إمكاناتها العناصر الحالية لتعزيز قوة الفريق، موضحاً أن فترة الانتقالات الشتوية على الأبواب، وأن "جميع الفرق ستلجأ إلى بعض التغييرات في عناصرها الأجنبية لتخدم تطلعاتها فنيا. وعلى النصراويين جلب أسماء مؤثرة ليواصل فريقهم صدارة الدوري"، مشدداً على أن سجل كارينيو الخالي من الخسائر في دوري جميل وامتداد ذلك إلى كأس ولي العهد أيضا "يؤكد عمله المميز، دون إغفال تطور مستوى حارس مرمى الفريق عبدالله العنزي في عهده، وإن كان ذلك يحسب أكثر لمدرب الحراس العالمي، الكولومبي رينيه هيجيتا".
