حسب صحيفة "الحياة"، كشفت دراسة عينة شملت 13 منطقة إدارية في مختلف أنحاء المملكة لمؤسسة الملك خالد الخيرية عن "الفقر المؤنث.. سماته وخصائصه في المجتمع السعودي" بأن الدخل الشهري لـ70 في المئة من السعوديات أقل من 1500 ريال، ودراسة العينة بطبيعتها لا تتسم بالشمولية لأنه يصعب على الباحث التعامل مع جميع أفراد المجتمع، لكن الدقة في هذه الدراسة الجزئية ستعطي نتائج متشابهة يمكن الحصول عليها حين تعمم على كامل المجتمع.
تقدم لنا الدراسة معيارا نسبيا سيئا لمستوى الدخل لدى السيدات، وهذا على مستوى الدراسة فقط، الأمر الذي لا يجعلنا نهمل النظر في هذا الشأن بشكل عام، فعجز الدخل لا يغطي على متطلبات الحياة بواقع ارتفاع الأسعار والغلاء المتزايد، بينما المواطن يجابه الزيادات المتوالية في تكاليف المعيشة، والدخل يتضاءل إزاء التضخم المتراكم على مدى العقود الماضية، وهذا يحدث دون احتساب أي زيادة على الرواتب، وكأن العلاقة عكسية بين الأمرين، مما يعطي انعكاسات سلبية على أصحاب الدخول الثابتة والمتدنية.
ليس من الممكن تحقيق معدل الرفاهية للفرد إذا كان الدخل لا يسد الاحتياجات الضرورية والأساسية، والمضي نحو التنمية الحقيقية يكمن في استغلال الطاقات البشرية وتوفير فرص العمل، وتحقيق أعلى معدلات الرفاهية للمواطن السعودي التي يمكن أن تعد حقاً من حقوقه، فلم تعد تُقاس رفاهية المواطن بمعايير إقليمية، إنما وفقاً للمعايير العالمية.
الوضع الاقتصادي للدولة لا يتناسب مع وظائف وأجور متدنية، وسيسأل المواطن بشكل دائم عن نصيبه الفردي نسبة للناتج المحلي، في حين أن تخاذل الجهات المعنية التي ينتظر منها معالجة الأمر سينتج لنا ظاهرة لا تبشر بالخير، وستجعلنا نلاحظ في الأيام المقبلة، كما لاحظنا من قبل، ما يظهر في تعبيرات الناس من تزايد التهكم والتذمر الذي أصبح سمة في المواطن السعودي، بسبب سوء الأوضاع المعيشية.