صدقوني.. المسؤول "كله خير وبركة".. وجوده "خير وبركة".. تصريحاته "خير وبركة".. زيارته "خير وبركة"..!

المسؤول الكبير يزور المدن البعيدة عن المركز، ليتفقد حاجة الناس ومستوى أداء إدارته في الأطراف، فيتفاجأ بأن الناس يشكرونهم ويدعون له بطول البقاء، ولا تقولوا إني كاذب فقط احضروا حفلات استقبال المسؤولين واستمعوا إلى كلمات الأهالي..!

يزور المسؤول الكبير إحدى المدن فيجد بأن "كل شيء تمام"، ولو كان يعلم أن "كل شيء تمام" لما قام بالزيارة، لكنه يعلم جيداً أن الـ"كل شيء تمام" تم لزيارته وبجهود جبارة تسابق الزمن بينما كانت جل المشاريع دون زيارته تنام على سرير الكسل والعسل؛ وهذا لا يحزن المسؤول الذكي، فهو يعلم أن زيارته جاءت بـ"الخير والبركة"، فلولا الله ثم زيارته الميمونة لما تحسنت الطرقات ولما تزينت الأرصفة بالألوان الزاهية، ولولاها لبقية هذه الشوارع مثل تلك التي لا يمر عليها، و"شيء أحسن من.. لا شيء"..!

المسؤول ذكي لا يجهل أن زياراته المعلنة رسالة "شبه صريحة" لمسؤولي المدن المُزارة ليتحركوا ويعملوا شيئاً لمدنهم، فلا تظنوا أنه لا يرى حداثة "الأسفلت" الذي يمر عليه موكبه، وألوان الأرصفة التي لم تضربها الشمس..!

عزيزي المواطن في أي مدينة: لماذا أنت غاضب من الأمين أو رئيس البلدية الذي يستعد لزيارة الوزير أو كبار مسؤولي الوزارة بتجهيز المدينة وتزيينها؟ أليس هذا الجهد أفضل على الأقل من نومه السابق.. "القناعة كنز لا يفنى"..!

ولو كنت أعرف أحد مستشاري الوزير لاقترحت عليه أن ينصح الوزير بأن يعلن جدول زياراته للمدن قبل عام كامل ليكون الاستعداد وتزيين المدن طوال العام ليستفيد المواطن من بركات زيارة معاليه.

حين زار الملك - حفظه الله - قبل أعوام جميع المناطق لم يتورع - رغم تجميلها للزيارة - عن الإعلان بأن هذه المنطقة وتلك تأخرت كثيراً في التنمية.. ليت المسؤولين يقتدون به.

(بين قوسين)

فقط لدي سؤال واحد: من أين جاءت كل هذه الأموال لتزيين المدن قبل زيارة الوزير بأيام؟ ومن أي بند صرفت؟