أسهمت برودة الأجواء في المدينة المنورة بعودة اجتماع الأهالي حول "المشبات" طلبا للدفء من الشتاء القارس، ولتبادل الأحاديث والنقاشات وسط أجواء تراثية تزينها أواني القهوة "الدلال" والأدوات القديمة مثل "النجر" و"المحماس". يقول المواطن دخيل الله محمد إن المشبات لدى أهالي طيبة والقرى المجاورة لها تعد من أهم طقوس الشتاء، حيث يقومون بتجهيز مشباتهم وصيانتها لمكوثها مدة طويلة دون استخدامها، موضحاً أن المشبات تتميز بالطابع التراثي القديم، بالإضافة إلى عمل القهوة العربية بالطرق القديمة البدائية. فيما أشار المواطن أحمد الجهني إلى أن الشتاء أسهم في عودة مهنة "رباب الدلال" التي تعد من المهن القديمة التي عادت مجدداً في فصل الشتاء، مؤكداً أنه قام بالذهاب إلى أصحاب محلات "ربّابين الدلال" لصيانة الدلال ونظافتها، موضحاً أن للبرد طقوساً خاصة تساعد على الاهتمام بالثرات والمحافظة عليه. أما المواطن سالم الحربي، فرأى أن "شبة النار" وعمل القهوة على الجمر في فصل الشتاء أصبحا جزءاً من عادات وتقاليد أهالي منطقة المدينة المنورة، خاصة القرى والمراكز التابعة لها، إذ إن الإقبال المتزايد على المشبات ينعش شراء الحطب المستورد بعد منع وزارة الزراعة للحطب المحلي، مؤكداً أن الحطب المستورد يؤدي نفس الغرض الذي يؤديه المحلي.

وأشار عايد محمد إلى أن جلسات السمر تحلو مع "شبة النار" واجتماع الأصدقاء في الشتاء الذي يتميز بطول ليله البارد، قائلا: "المشبات تعالج البرد القارس في جو أكثر هدوءا واعتدالا"، موضحا أنه حاليا تشتهر أدوات التدفئة الحديثة التي تستخدم داخل المنازل ولكن "المشبات" تتيح فرصة لتبادل الزيارات والاجتماعات.