إذا كانت الصيدليات، والمراكز التموينية الكبرى بعضها يفتح 24 ساعة قبل القرار، وتوجد مطاعم معينة حتى الثانية، وكذلك بعض المنشآت البعيدة عن استهدافها بالسعودة والتأنيث "التوطين في شكل عام" كمحطات الوقود مثلا، فإن رفض قرار الإغلاق والتعنت في مساندته من البعض يتناقض مع كل ما أمضينا عقدا ونيفا نطالب به، خاصة عمل المرأة وكسر شوكة البطالة الحادة وإطلالتها البغيضة على فتياتنا وشبابنا.

الرفض بذرائع من يتعاملون مع التسوق والمولات على أنها وسيلة ترفيه.. يعني تغييب قيمة عليا واستدعاء قيم أدنى بقبولهم الانتصار للأبعاد الاستهلاكية المريضة على حساب ثروة الوطن "الشباب"، المستحقين تنازل المجتمع بقدر ما أمكنه ذلك لإنجاح مخاضات التنمية المتعسرة في بعض مراحلها.. وإن كنت مع الاستثمار في السهر "للساهرين" بحيث يتم توظيف قطاع خدمات الفئات الساهرة بحكم العمل أو حبا في السهر بأسلوب مدروس، ولو خصص هذا القطاع للشباب فقط من فئة عمرية محددة لا تتجاوز (30 عاما) ستكون خير رافد لتحجيم البطالة، ولكان القلة المحتجون في صفوف من يقدمون التحية، بدلا من تحشيد الناس على القرار تحت مبررات الترفيه وامتصاص طاقة المجتمع ووجوب أولا توفير البدائل ثم التطبيق.!

القرارات الجريئة والسريعة لها أثمان باهظة.. الوطنيون يعرفون أنها مسألة وقت ويستوعب المجتمع.. ويتقبل العمل من ينفر من دوام الوظائف الطويل.. ستكون الفرص لمن يودون السقف الوقتي الأقل، ومن يبحث الاستثمار في مزاج الساهرين.. لدينا توجه من وزارة التربية والتعليم، لافتتاح 1000 نادٍ مدرسي بمختلف أنحاء المملكة بعد نجاح تحويل 100 مدرسة لأندية مسائية لسكان الحي استفاد منها 63 ألف طالب وطالبة.. وأسرهم والشرائح المجتمعية المحيطة بالمدارس لممارسة أنشطتهم وهواياتهم، وتوفير خدمات تعليمية إضافية لمساعدة الطلاب في التحصيل العلمي.. في المنطقة الغربية تجربة "مراكز الأحياء" رائدة وقريبة من الناس ولعلها تُفعل في جميع مناطق البلاد لتضمن لأهالي الحي المتنفس اللائق مع روافد يهمنا قربها من الناس، وألا يتجشمون عناء الانتقال إليها.. سبق وطالبت، ولدي هواية الإصرار والإلحاح في تقديم طلبات شرائح المجتمع حتى يتم تنفيذها.. وهذا أقوله والله على ما أقول شهيد.. قليلة هي المقترحات التي أدرجتها في مقالاتي أو الشكاوى أو الملاحظات ولم تجد الآذان التي تصغي حتى ولو بعد حين.

أقترح اعتماد الاستثمار في المتوافر من حدائق الأحياء وعدم تركها مهجورة ومهملة، وإسناد إدارة الترفيه اليومي عن أهل الحي لفئات معينة تستهدف الخريجين لتحويل العاطل إلى مستثمر، بدلا من أن يكون طالب عمل وليمنح فرص التوظيف للآخرين انطلاقا من حدائق الأحياء المجاورة للمساجد والجوامع. التاسعة.. تقبلوها انتصارا للتوطين.