ضمن سلسلة البواكير "الإصدار الأول" التي يصدرها نادي أبها الأدبي، لدعم المواهب الإبداعية الجديدة، في مختلف المجالات الأدبية النقدية، والقصصية والشعرية، والبحثية، أصدر النادي مجموعة قصصية لـ"تغريد العلكمي"، من القطع المتوسط، 57 صفحة، سردت القاصة فيها مجموعة من القصص القصيرة عناوينها كالآتي: (حين يتمدد الفراغ - محاولات فاشلة - أرق - وداعاً أيتها البطالة - رسالة مغتربة - حين تتعذر لوحة - مساء الجرح - حزن بطعم القرفة - شتاء آخر - عندما تغترب الذات - نقص مؤلم - حين انتهى العالم).

من الثابت أن الأدب هو انعكاس لحالة معاشة، ومهمة الأديب هو تحويل ما هو عادي إلى حالة استثنائية، وخلق حالة إبداعية تشد القارئ، من خلال توظيف قدرته التخييلية، وإيجاد عنصر الدهشة في النص.

ففي نص "حين يتمدد الفراغ" مثلا، ذكرت الكاتبة علامات الترقيم، ولو أنها وظفتها، وأسقطتها على الواقع كحالة توقف، وتساؤل، وانتظار، وتخطٍّ.

"مساحات شاسعةٌ من الفراغات التي تتخللها غيرها من الفراغات، وعلامات ترقيم متتالية تملأ مساحات المكان".

اعتمدت الكاتبة في نص "حين انتهى العالم" على الزمن النفسي، ليتأرجح ساردها بين الماضي والحاضر والآتي المجهول تجلى من خلال المنولوج الداخلي الذي بدأت دقائق الزمن تنهشه، من خلال تصوير مخاوفه، ورؤاه.

"أنا أحد الناجين من حدث 21 ديسمبر 2012 الذي انتهى به العالم، إذا كان هناك أحد ما زال على قيد الحياة فليراسلني فالخوف يخنقني".

اتكأت على توقع "المايا" الذي يؤكد أن نهاية العالم في نفس التاريخ المذكور، لكنها لم تستثمر الحدث لتؤكد من خلال الموروث الديني أن لا أحد يعرف موعد قيام الساعة إلا خالق الكون، لم تستثمر تفنيد الحالة هذه الحالة، إذ إنها كانت المرسل والمتلقي في آن معاً. ولو أنها استبدلت زمن أذان الفجر بدلاً من العشاء لأعطت دلالة زمنية موفقة، ولتزايد قلق السارد.