شكوى مزدوجة ساقتها إلى "الوطن" مواطنة كانت قد أودعت دار الحماية بنجران في قضية عنف أسري ضد كل من دار الحماية ومستشفى الصحة النفسية بنجران، حيث وصفت المواطنة التي عرفت بـ "معنفة نجران" دار الحماية بأنها غير مهيأة للنزيلات من الناحية النفسية، وأنه تمت إهانتها فيها، ثم بعد ذلك تم تجريدها من ملابسها أمام الأخريات في مستشفى الصحة النفسية بعد أن تم تحويلها إليه.

وتدلل المعنفة "تحتفظ الصحيفة باسمها" على ما تعرضت له من بعض المراقبات خلال فترة إقامتها، والذي كان له أثر سلبي كبير على نفسيتها، حيث ذكرت أن بعض المراقبات ليس لديهن لغة للحوار ويفتقرن للتواصل بطريقة مهنية وإنسانية.

فأثناء فترة تواجدها في دار الحماية والتي استمرت لمدة شهرين تعرضت لبعض التعامل الفظ من قبل المراقبات في دار الحماية والذي أدى في أغلب الأحوال إلى حالات كثيرة من الجدال بينها وبين إحدى المراقبات، وبعضهن كن يوجهن لها التحذير بالتزام الصمت وعدم النقاش والاستفسار. ودللت على ما تعرضت له في دار الحماية برفع تقرير من الدار لعرضها على طبيب نفسي إثر خلاف نشب بينها وبين إحدى المراقبات، وهو الأمر الذي زادها معاناة، حيث انتقلت المعاناة للصحة النفسية، فقد تم تجريدها هناك من ملابسها ووضعها في مسبح لمدة ساعتين أمام مجموعة من الممرضات والباب مفتوح، حيث لم تتم أي مراعاة لخصوصيتها، مبدية اندهاشها من المعاملة التي تلقتها في مستشفى الصحة النفسية، حيث أشارت إلى أن ملابس بعض المريضات تؤخذ للمغسلة كل يومين، ولكنها تعود لهن إما ممزقة أو مستبدلة بملابس أخرى ولا يسمح لهن بالسؤال أو الاستفسار عن ذلك، حيث يطلب منهن التزام الصمت، إلى جانب تعرض بعض المريضات للضرب من قبل الممرضات الأجنبيات، على حد قولها.

وأكدت أن الصحة النفسية ودار الحماية تفتقران إلى وسائل التسلية والترفيه التي لها أثر إيجابي على المرضى والنزلاء، وإن لم يكن لهذه الوسائل والأساليب أهمية من وجهة نظر القائمين على هذه الجهات. ولفتت إلى وجود حديقة كبيرة بمستشفى الصحة النفسية مليئة بالأشجار والنباتات الطبيعية ومزودة بكراسي خاصة للمريضات نفسيا كمتنفس لهن والتي خصص للمريضات بها ساعات معدودة إلا أن الممرضات يرفضن دخول المريضات إليها بحجة أن الموظفة المسؤولة في إجازة بينما تخرج الممرضات والعاملات لقضاء وقت طويل في تلك الحديقة.

" الوطن" نقلت شكوى المعنفة لصحة نجران والشؤون الاجتماعية بالمنطقة فأوضح الناطق الإعلامي بصحة نجران محسن الربيعان أن المعنفة تم إحضارها للصحة النفسية بواسطة الحماية الاجتماعية لتقييم حالتها من الناحية النفسية وتم تنويمها تحت الملاحظة والعلاج. ونفى حدوث أي تجاوزات تعرضت لها في الصحة النفسية، مؤكداً أنه تم التعامل معها حسب الإجراءات المتعارف عليها. وأشار إلى أن العلاج الترفيهي لا يتم إلا من خلال توصية طبية من الفريق المعالج، والذي يراعى فيه سلامة المريض والمرضى الآخرين والاستفادة منه حسب الحاجة وحالة المريض.

ومن جهته أكد مدير فرع وزارة الشؤؤن الاجتماعية بنجران حسين القحطاني أن دار الحماية للفتيات زودت بموظفات مؤهلات نفسيا ووظيفيا، للتعامل مع جميع الحالات التي تتواجد بالدار.

واستنكر ما أدلت به المعنفة من شكوى ضد المراقبات، وعدم تقديم شكوى رسمية بذلك أثناء تواجدها بالدار. وأشار القحطاني إلى أنه تم سؤال المراقبات عن ذلك وأكدن بالإجماع أن المعنفة وابنتها تلقتا معاملة حسنة من الجميع وفق النظام. وأضاف أن دار الحماية حريصة كل الحرص على توفير الأجواء المناسبة للنزيلات، في ظل الظروف النفسية العصيبة التي يواجهنها. وطالب القحطاني بعدم تصعيد مثل هذه الأمور إعلاميا لما فيه من الضرر الاجتماعي والنفسي على الأسرة والمجتمع.