سقط عشرات القتلى والجرحى في اليوم الثامن من القصف الجوي على مدينة حلب وريفها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطين، فيما قتل 42 شخصا بينهم خمسة تلاميذ أمس بانفجار سيارة مفخخة في ريف حمص. وأفاد المرصد عن سقوط "عشرات الشهداء والجرحى" في "قصف بالبراميل المتفجرة على أوتستراد مساكن هنانو الحيدرية قرب سوق الجمعة ومناطق بأحياء الصاخور والأحمدية وبعيدين وأرض الحمرا" بمدينة حلب شمال سورية. وتحدث مركز حلب الإعلامي عن "مجزرة على أوتستراد مساكن هنانو"، مشيرا إلى أن "البراميل المتفجرة دمرت حافلة لم ينج أحد بداخلها، ونحو عشر سيارات إضافة إلى انهيار بناء سكني على الطريق العام". وأضاف أن "حريقا اندلع بعدد من السيارات وعمدت طواقم الدفاع المدني إلى إطفائها"، مشيرا إلى أن "المستشفيات غصت بالمصابين"، فيما "تعذرت معرفة الحصيلة النهائية" للقتلى "في ظل قصف جوي مستمر على أحياء متفرقة من حلب".

وفيما أعلن المرصد أن رجلا وابنه قتلا في الأتارب، وثلاثة أشخاص هم رجل وسيدة وفتى من عائلة واحدة في مارع، تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن "حالة هلع وحركة نزوح كبيرة للأهالي باتجاه الأراضي الزراعية رغم البرد الشديد" في ريف حلب بسبب استمرار القصف "بالبراميل المتفجرة وصواريخ الطيران لليوم الثامن على التوالي".

وفي حمص (وسط)، وقع "تفجير بسيارة مفخخة قرب مدرسة ابتدائية ببلدة أم العمد بريف حمص الشرقي"، أسفر عن مقتل خمسة طلاب ومستخدمين اثنين". وأشار المرصد إلى أن بلدة أم العمد تضم سكانا ينتمون إلى الطائفة الشيعية. وقال إن الانفجار أوقع ستة قتلى بينهم أطفال، وإن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة".

من جهة أخرى، ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس أن هناك نصف مليون جريح بسورية يفتقد العديد منهم إلى العلاجات الأساسية، مشيرة إلى "صعوبة فائقة" في إيصال المساعدات إلى المتضريين. وأوضح رئيس بعثة الصليب الأحمر في سورية ماجني بارث أن "حصيلة القتلى ترتفع، هناك نصف مليون جريح تقريبا في كل أنحاء سورية، والملايين لا يزالون نازحين وعشرات الآلاف معتقلون". وتابع أن الإمدادات بالغذاء والحاجات الأخرى الأساسية تنفد بشكل خطير، لا سيما في المناطق المحاصرة. ودعا في بيان "كل الأطراف في سورية إلى تطبيق القانون الإنساني الدولي"، مشيرا إلى أن فرق الصليب الأحمر "لا تزال ممنوعة من دخول المناطق المحاصرة بما فيها المناطق التي تحتاج لمساعدات طبية ملحة". وتطوق القوات النظامية مناطق عدة في ريف دمشق وفي حمص منذ أشهر. وتعاني هذه المناطق من أزمة غذاء وأدوية.

وأعلن برنامج الغذاء العالمي في 16 ديسمبر الجاري أن حوالي نصف السكان داخل سورية يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن حوالي ثلثهم بحاجة ملحة لمساعدة غذائية للبقاء على قيد الحياة. وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن "انخفاض درجات الحرارة إلى مستوى قياسي يزيد من المأساة بالنسبة لملايين النازحين داخل سورية واللاجئين في المنطقة".

وقتل في النزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011 أكثر من 126 ألف شخص، فيما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس أن 32 متطوعا بالهلال الأحمر السوري قتلوا خلال النزاع.