كان لزاماً من النقطة التي وضعت فيها لأبدأ أن أتوه كثيراً، وأتعب. تطلب الأمر مني الركض بشكل متواصل في منطقة رمادية، لا أملك خيارات كثيرة فيما يجب أن أحتفظ به بذاكرتي، ولم أترك جسور عودة على الإطلاق.

لا شيء حافظ علي ككفيها، ما أن أتحسس الآثار فيها حتى يتراءى لي الطريق الذي ضللته. وكخارطة شديدة الدقة أعرف من أين بدأت، وأين أود أن أنتهي، وماذا حدث طوال هذا السفر.

من خلال كفيها أعرف من أنا، وجودي ككائن يتحتم عليهما، ومع ذلك يطلب مني المجتمع بين فترة وأخرى تعريفها، وأخجل.

تسعة أبناء يحلفون طوال الوقت بأن ما أهدتهم إياه المدرسة، والحياة من علوم ومعارف، يقع على كفة ترجح بها دقائق تقول فيها والدتهم بضع كلمات، يولدون معها من جديد في كل مرة.

الأبناء التسعة إياهم لا يخطون بضعة أمتار دون حصولهم على إذن منها وبركة، ومع ذلك يطلب المجتمع من أحدهم الموافقة على تحركها.

حين أتحدث عنها، يعبر الطل إلى صدري -وهي الفرصة الوحيدة التي يصل فيها إلى هناك-، ويشعر داخلي بالفخر، لكن المجتمع يخجل من أمي، لذلك كانت مضافة لأحد ما معظم الوقت. وأخجل أنا من المجتمع، ولا أحد يفعل شيئا.

لا أملك تعريفاً واضحاً للعقوق، لكنني مؤمن بأنه يكمن في مظهر شاب يصحب سيدة فاضلة أمضت حياتها في خدمته، ليعطيها إذناً، أو ينجز لها ورقة.