أجمل ما في أزمة فريق قدم النادي الأهلي أن رئيسه اعترف بأخطاء إدارته وكان شجاعاً هذه المرة بتحميل إدارته المسؤولية وباعتذاره عن كل ما حدث واعداً بالتصحيح والتغيير.

إنها بداية جيدة تبعث قليلاً على التفاؤل بإمكانية نزع الفريق من قاع هذه البئر السحيقة الذى هوى في (قراره) أحد أجمل الأندية السعوية وأرقاها وأكثرها أناقة وفناً وحضارة، على تاريخه وفي مختلف شؤونه وتعاطياته، لكن تراكمات الأخطاء الإدارية المتعاقبة في السنوات الأخيرة وما حوته من الارتجال والعشوائية والتخبط كانت تشوه الأهلي في السنوات الأخيرة، بل كادت تقضي عليه في كل مرة لولا رجل الأهلي الكبير وداعمه الوفي الأمير خالد بن عبدالله.

وعلى الرغم من عثرات البداية المعتادة إلا أن الرئيس الشاب قادر على النجاح، بل في استطاعته أن يجعل هذا الشوك الذى يملأ حدائق ناديه وممراته وملعبه، يجعله ورداً وفلاً وياسمينا حين يغير من نهجه أولاً فينتهج لإدارته ومشرفيه ولاعبيه سياسة القليل القليل من الكلام والكثير الكثير من العمل!! بل لا كلام اليوم إنما عمل فقط!!

الخطوات المبدئية التي اتخذها مسيرو النادي الراقي ممتازة لكنها بحاجة إلى أن تتبعها خطوات أخرى سريعة لا متعجلة! على طريقة الحديد الذي يتوجب ضربه ولما يزال حامياً، أو كما يقول المثل الحجازي "حار يا فول".

والأهلي بحاجة إلى الغربلة إدارياً وفنياً وإعلامياً، وأقصد الإعلام الذي ينطلق من داخل النادي، الذي إن أراد تجاوز العتمات القبيحة الماضية والظلمات السابقة وصولاً إلى النور العظيم، يجب أن يسير وفق منظومة رؤى متكاملة ومتناغمة ومنسجمة بين كل العناصر التي تشكل هذا النادي العريق وكل واحدة منها تضيف إلى الأخرى وتصعد بها لا أن يعزف كل عنصر في واد كما كان يحدث وما يزال يحدث حتى الآن!

نعم اختيار طارق كيال كان لا بد منه في هذه المرحلة أو هو المتاح والجاهز في الوقت الراهن وهو مؤهل لأن يسهم بخبرته في إحداث التغيير المنشود داخل اللاعبين، لكنه فاجأني صراحة وهو يملأ الدنيا الرياضية والصحافة الكروية ضجيجاً وكأنما التغيير في مفهومه مرتبط بإثارة الجلبة وإحداث الضجيج والطحن وليس بالضرورة أن يرتبط التغيير بالظهور الدعائي قبلاً بل إن هذا قد يكون عاملاً مؤثراً بشكل سلبي في النهاية ـ (د.سلمان العودة ذهب إلى هذا الرأي في برنامجه حجر الزاوية قبل يومين) ـ، لذا أقول لكيال لا تقل لنا سأفعل وسأفعل وسأحول لاعبي الأهلي إلى رشاشات وقنابل وانتحاريين لا يهابون أحداً وتعلن التحدي على الاتحاد من الآن، وكأنك منتدب لهذه المباراة فقط!! ويا طارق لماذا تفكر بصوت مسموع هكذا؟ لماذا لا (تركد) قليلاً وتبدأ برنامجك الإنقاذي مع لاعبيك دون دعاية ودون مظهرية ودون هذه الـ "س" المذبوحة (بسيوف) الثرثرة غير المجدية؟ إن مهمتك اليوم، وقبلك الرئيس ومن معه، أن تخرجوا الأهلي من سجن الانتفاضات المؤقتة مهما كانت نتيجة الديربي المقبل!! ألم تلاحظوا الفريق خلال السنوات الأخيرة أنه يحدث له كل عام كالذي حدث بداية هذا الموسم، ثم يتعالى صياح الجماهير وغضبهم لتبدأ بعض التعديلات والتغييرات ويبث الحماس في نفوس اللاعبين فيحدث الاشتعال أو فورة جديدة في الأداء لكنها سرعان ماتنطفىء، إذ لا تدوم طويلاً فيعودون للتقهقر مرة أخرى!! هذا هو الدرس الذي يجب أن يعيه الأهلاويون ويبدأوا من الآن السير وفق خطة تتجه بالفريق الأول نحو التنامي والتصاعد والتجاوز التدريجي وليس على طريقة الأهلي الحالي بالصعود درجة أو اثنتين للأعلى ثم النكوص بعدها مباشرة عشرين درجة عودة للخلف!!

كل عام وأنتم بخير. كل الود.