هل تتخيل أن التذكرة المجانية لحضور نهائي كأس الملك اليوم الخميس وصل سعرها 5000 ريال؟

هذا فعلا ما حدث، فعشوائية التنظيم في توزيع التذاكر المجانية خلقت سوقا سوداء غريبة، أعقبها مسلسل من الفوضى والتخريب والخسائر التي كادت تصل للأنفس.

ملعب الملك عبدالله أو إستاد جوهرة جدة مشروع نفذ على أعلى المواصفات الفنية والتقنية، بكلفة بلغت 800 مليون ريال، ووضعت له إمكانات هائلة، وجرى تنفيذه في مدة وجيزة، كواحد من المشاريع الأكثر نجاحا في السنوات الأخيرة، وتم العمل بهدوء ودون ضجيج، ولم يشعر أهالي جدة إلا وهو جاهز على أطراف مدينتهم.

ولكن هذا العمل الجبار لم يكتمل في يوم افتتاحه، فشركة "أرامكو" المنفذة للملعب فعلت كل شيء باقتدار، وحين وصل الأمر لترتيبات الافتتاح خذلتها التجربة، ولعل ذلك لأنها أول مرة تتعامل مع مشروع جماهيري يتعلق بكرة القدم.

وأول أخطائها أنها استحوذت على الكم الأكبر من عدد التذاكر بنحو 35 ألف تذكرة، وخصصت 25 ألف تذكرة الباقية للجماهير، والخطأ الآخر هو جعل الدخول مجانا، ويمكن أن يكون هذا القرار خارجا عن إرادتها، لكن كان بالإمكان تجنبه بشكل أو بآخر.

ثم إن توزيع التذاكر المجانية عبر مكاتب البريد خطأ يضاف إلى جملة الأخطاء، فنحن نتعامل مع جماهير كرة القدم، وفي كل دول العالم يصعب التعامل مع هذه الفئة، فكيف تفتح لها أبواب المكاتب الصغيرة التي يديرها عدد محدود من الموظفين لمواجهة جماهير كرة القدم المجنونة.

كان لدى أرامكو فرصة تاريخية في سن سنة حسنة، بجعل التذاكر تباع عن طريق الإنترنت، كما يحدث في دول العالم، ولو أنها فعلت ذلك، وهي الشركة الرائدة في التقنية، لكانت على الأقل ضمنت بيع أو توزيع 50% من التذاكر "أونلاين" على أن يتم توزيع البقية عبر منافذ البيع في الملعب يوم الافتتاح.

وحتى نكون منصفين لن نحمل الشركة مسؤولية كل هذه الأخطاء، فالاتحاد السعودي يتحمل وزر تراكم التجربة، وكان الأحرى به أن تكون له كلمة، فالمباراة نهائية والملعب جديد، وكل الجماهير الرياضية ترغب في الحضور بغض النظر عن ميولها، فهل غاب كل هذا عن مسؤولي الاتحاد الموقرين؟!