لا شيء أقسى من الاعتداء على طفل في ربيع عمره، ومن يتكفل بترميم ما قد يُهدم في نفس الطفل بسبب العنف؟

وقد سمعنا قصصا من بعض الأسر يصعب تصديقها وجرائم يغطيها الجهل والخوف من الفضيحة، ففي الوقت الذي يفترض أن تكون الأسرة مكاناً للأمان والحماية للطفل تتحول إلى مصدر تهديد لأمنه وحاجته، وظرف ضاغط على حياته، وإذا تتبعنا ماهية الأسباب التي قد تدفع بالمربي لممارسة العنف ضد الطفل؟ نجد عدة أسباب منها اقتصادية: كالفقر والبطالة، أو اجتماعية: كالتفكك الأسري، والخلافات الزوجية.

وأيضاً المفاهيم الخاطئة حول أساليب التنشئة، إلى جانب غياب الوعي بأساليب التنشئة السليمة، وقد يشمل العنف الإساءة البدنية والعقلية بالضرب المبرح أو الإهمال، مما قد ينتج عنه إصابة المعنف بأضرار نفسية وجسدية وعاطفية خطيرة يصعب علاجها.

وإذا لم يجد المعنفون من ينتشلهم من الدوامة التي يعيشون فيها فإن كلاً منهم قد يشكّل مشروع منحرف أو مجرم في المستقبل.

وإذا تأملنا المنهج النبوي نجد أنه يتضمن وسائل إصلاحية ناجحة ومناسبة للطفل، مثل عدم اللجوء إلى الضرب، إلا إذا عند العجز عن جميع الوسائل الإصلاحية، وأن يكون الضرب غير مبرح.

وللحد من انتشار مثل هذه الجرائم لابد من إنشاء منظمة تتكفل بحماية الطفل وتضمن له حقوقه، ووضع التشريعات التي تحدد مفاهيم سوء معاملة الطفل، وتحدد العقوبات اللازمة لذلك، فعدم وجود (نص قانوني صريح) يرفض العنف المقبول اجتماعياً _ بحجة التأديب _ يعزز استمراره.