واكبت مجلة الفيصل في عدد محرم الخاص "451 ـ 452" احتفالية مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بمرور ثلاثين عاماً على إنشائه.

واستعرضت المجلة مكتبات الرياض ومتاحفها وما تتمتع به من مراكز ومرافق ومناسبات ثقافية، ومن ذلك جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للترجمة، والمهرجان الوطني للتراث والثقافة، فضلا عن النادي الأدبي والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون والصالونات الأدبية والصحف والدوريات، حيث استهلت المجلة صفحاتها بـ"الرياض حاضنة الثقافة"، مستعرضة مسار التنمية وبناء المؤسسات الفكرية والعلمية والإعلامية بمختلف مستوياتها وتخصصاتها، التي شهدتها منطقة الرياض، التي لم يظهر اسمها أول مرة في التاريخ إلا في القرن الثامن عشر الميلادي .

ونوهت المجلة بما وصلت إليه الرياض من تنمية بفضل الله ثم بفضل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حيث كان مهندس التنمية الحضارية فيها خلال نحو ستين عاما قضاها أميرا للمنطقة. وتحت عنوان "مؤسسة الملك فيصل الخيرية.. منارة تجسد رؤية" استعرضت المجلة رؤية وإنجازات هذه المؤسسة المباركة، بوصفها أحد الصروح الحضارية التي تزين الرياض، وتسعى إلى تجسيد حلم الملك فيصل في أن تصبح المملكة مصدر إشعاع للإنسانية، مستعرضة أهداف المؤسسة وجائزة الملك فيصل العاليمة ومدارس وجامعة الفيصل وجامعة عفت، والإنفاق الخيري والأعمال الخيرية التي تقوم بها المؤسسة وانطلاقتها واستمرارها في مسيرة الثقافة والبحث العلمي الذي يعود بالنفع على المملكة والعالمين العربي والإسلامي.

وفي موضوع مصور سلطت المجلة الضوء على "قاعة الملك فيصل التذكارية.. سيرة ملك" التي تستضيف القارئ في جنبات المتحف وتستعرض معه تاريخ الملك فيصل والمقتنيات النادرة له، منها مجموعة من السيوف والأسلحة مثل "القصاب" وهو سيف مطعم بالذهب والفضة ومزخرف بالأحجار الكريمة، كما تحتفي القاعة بالحضارة الإسلامية خصوصا إسهامها في المعارف الإنسانية.

واحتوى العدد على استعراض تاريخ "دارة الفيصل" وجهودها المتمثلة في فهرسة أكثر من 5000 صورة من 8000 صورة هي مجموع ما يتوافر لدى المركز من صورة حتى نهاية العام الماضي، كما أن لها مشروعا تسعى من خلاله إلى رقمنة جميع المواد عن حياة الملك فيصل وحفظها. وأفردت المجلة موضوعاً بعنوان "المجموعات الخاصة.. مستودع المقتنيات النادرة" وهو قسم في المؤسسة يطلع على المخطوطات الأصلية، والمصورات الورقية، والمصورات على ميكروفلم والمسكوكات والتحف التراثية التي تعرض على المركز، كما سلط العدد الضوء على ترميم المخطوطات مستعرضا جهود المركز في هذا الشأن ممثلا في قسم المعالجة والترميم، حيث كان من أهم المخطوطات التي مرت على القسم خلال الثلاثين عاما الماضية، مخطوطة "كليلة ودمنة "، ومخطوطة "أخبار النساء".

وحفلت المجلة بموضوعات أخرى من إنجازات المؤسسة مثل الشراكات العلمية الجادة العابرة للقارات والمكتبات، وفعاليات المركز منذ إنشائه وجهودها في مجال البحث والنشر والدراسات الإسلامية، وتدشينه لقناة يوتيوب توثق تاريخ الملك فيصل وتعمل على حفظ تراثه.