في الوقت الذي امتلأت حفر المشاريع الخدمية وسط الأحياء بمياه الأمطار، مما تسبب في إغلاق الممرات وتشويه الأحياء، لم يجد بعض سكان أحياء الرياض بداً من الهروب من سيول الأمطار سوى الانتقال من منازلهم إلى منازل أقاربهم، بعد أن حاصرتهم المياه من كل جانب، وسط غياب وتأخر الخدمات الإسعافية لشفط المياه، بعد أن اكتفت أمانة منطقة الرياض بتسجيل البلاغ وإرساله إلى البلدية المختصة، التي لم تباشر الموقع منذ مساء أول من أمس وحتى عصر أمس.

التعاون المنشود بين أجهزة الدفاع المدني وأمانة المنطقة غطته الأمطار، وجرفت وعوده السيول، حيث أكد خالد العتيبي أحد سكان حي قرطبة شرق شمال الرياض، على أنه هاتف الدفاع المدني الذي أخلى مسؤوليته من شفط مياه الأمطار التي أحاطت بمنزله، مبيناً أن الدفاع المدني وجهه إلى الأمانة، التي سجلت بدورها البلاغ برقم تحتفظ به الصحيفة، إلا أن محاولاته للاتصال ببلدية الروضة لم تجد نفعاً بين عدم الرد وانشغال الخط.

العتيبي قال إن جزءا من حي قرطبة امتلأ بسيول الأمطار، مما أغرق العديد من المركبات، وسط قلة حيلة واجهها أهالي الحي، وغياب تام لدور الدفاع المدني وأمانة منطقة الرياض، مشيراً إلى أنها المرة الثانية التي يتعرض لها أهالي الحي في مواجهة سيول الأمطار وغرق مركباتهم خلال 3 أشهر، مبدياً علامات استفهام حول استعدادات بلدية الحي والدفاع المدني لمثل هذه الحالات.

وبالتوازي مع ذلك، لم تسلم المشاريع الخدمية وما يصاحبها من أعمال ومعدات من سيول الأمطار، حيث شكلت حفر المشاريع والحواجز الخرسانية مستنقعات تجمعت فيها المياه، فيما جرفت السيول بعضا من المعدات ونفايات الشوارع، وسط ذهول العاملين الذين باشروا أعمالهم صباح أمس، دون أن يستطيعوا القيام بشيء.

كما شهد طريق الدائري الغربي الجديد أمس، سيولاً غطت المسارين وأعاقت الحركة المرورية، حيث تم افتتاحه قبل نحو ثلاثة أعوام، إلا أن مخرجه رقم "33" غرق تماماً وملأته مياه الأمطار وسط دهشة من الجميع الذين لم يصدقوا غرق هذا النفق الجديد، الذي لم يتم بناؤه وفق المواصفات والمقاييس المخصصة للسيول.

"الوطن" رصدت في الطريق ذاته صعوبة حركة الموظفين والطلاب السالكين لهذا الطريق، حيث تسببت السيول في تعطّل الحركة المرورية وعدم مقدرة الموظفين والطلاب على الذهاب إلى أعمالهم في الوقت المحدد، حتى وصل الازدحام المروري إلى "الجسر المعلق" في الاتجاهين نظرا لتعطل النفق وامتلائه بمياه الأمطار.