رحم الله المتنبي فلو كان بيننا اليوم لبرد قلوبنا بكثير من المشاهدات والأنماط الغريبة من ورثة الذين (بطحوا) الأمم ضحكا على أمتنا (فانبطحت) هي أرضا ولم تقم (من يومها)!
ومن هؤلاء صيصان التصنيف المشغولون بتصنيف الشعب السعودي إلى علماني وليبرالي وجامي.... وهلم خرفا.
وأكثر ما يميزهم أخذهم لطرف الموضوع و(طيرانهم بالعجة) فإذا ما ارتطموا بعمود لم يروه لهول (الهياط) قالوا: ما قرأنا، أصلا نحن لا نقرأ لهذه الأشكال! وهؤلاء يعتدون برأيهم أكثر من اعتدادهم بالقرآن الكريم ولو ذكرتهم بآيات الله وأحاديث نبيه، قال أوسطهم جهالة: ولو!
فرأيهم الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن يخالفهم يحول أمره للفرز والتصنيف ثم يطلقون الدعوات المجلجلة لمجاهدة أعدائهم وليضمنوا حشد المؤيدين لا يقولون هم أعداؤنا ومخالفونا بل أعداء الدين الساعون في الأرض فسادا... إلى آخر الموشح التكفيري، ثم يتنادون مصبحين وممسين على أعراض المسلمين والمسلمات متهافتين تهافت الفراش على النار، متوهمين أن ما يجترحونه جهاد مأجور وحماية لحوزة الدين والأمر فقط وفقط لا غير انتصار قبيح للنفس الأمارة بالسوء واندفاع جاهل خلف فكر سقيم شَغَلَ عن الإبداع والإصلاح والحوار البناء بترصد الآخر ومحاولة الصعود على سمعته، وربما كانوا يتلون سورة الكهف كل جمعة ويمرون بقوله تعالى :
(قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)، ولا يستوعبون قوله – جل وعلا -: (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون)
لا أخفيكم فلقد سمعت عن (النمنم) الذين يقال إنهم يأكلون لحوم البشر لكني أعيتني مخيلتي عن تصورهم إلا في هؤلاء التكفيريين الذين يتقاطر لعابهم على لحوم المسلمين وأعراضهم، وكم يهدرون من العمر والجهد في (تعرية) أعدائهم (يموتون) بهذا الأمر فتجدهم يتباشرون به سنعري فلان وسنكشف عوار علان !
يا وطني الحبيب :
يظل عيدك زاخرا بالهداة المهتدين، والمسلمين الماضين على طريق المصطفى عليه الصلاة والسلام بحسن الخلق وأدب الحديث والذب عن الأعراض، ولا يشوهه (كرتونة) من صيصان التصنيف وفراخ التكفير !