هناك الكثير ممن يقول: "تعليمنا فاشل" "مناهجنا فاشلة"... إلخ! وللأسف فإن "الكثير" من هؤلاء الأشخاص لم يصلوا إلى مرحلة النقد والتقييم لتعليمنا، حيث إن مستواهم العلمي والثقافي لا يسمح لهم بذلك، ومن المتعارف عليه أنه إذا أصبح عامة الناس ودهماؤها ينتقدون المعيار الحقيقي لحضارة الدول وهو "التعليم" فاعلم أن العملية التعليمية تسير فعلا في مسار هابط، والسؤال هنا: ما أسباب تدني مستوى التعليم في المملكة؟! أقول: تدني مستوى العاملين في الوزارة، إذ إنهم في الأغلب ليس لهم طموح في تطوير العملية التعليمية، فهم لا يدركون دورهم الكبير في تطوير التعليم. ومن الأسباب أيضا اهتمام الوزارة بالكمّ وليس بالكيف! خاصة من حيث المناهج، فالمناهج لم تواكب عصر التقنية ولم يتغيّر فيها إلا بعض الصور من حذف ولصق. ومن الأسباب الجوهرية في تدني مستوى التعليم "المباني المتهالكة" و"المستأجرة" التي ما زالت تشكل عائقاً كبيراً في ظل حصول الوزارة على ميزانية ضخمة، فأنا معلم في مدرسة مستأجرة وأُدرس أحد الفصول في "مطبخ"، ومعالم المطبخ لا زالت موجودة، فضلاً عن افتقاد هذه المدارس وسائل السلامة، وتعد البيئة الفصلية المناسبة من أسباب نجاح المعلم والطالب.

ومن الأسباب كذلك افتقاد المعلم لهيبته أمام الطلاب، فجميع قرارات الوزارة تنصب في مصلحة الطالب، وقد يقول البعض: ماذا تريد أيها المعلم؟ أتريد أن تحمل العصا في وجه الطالب؟! أقول: ربما كانت في الماضي حلاً من الحلول لافتقاد المعلم أساليب تربوية يستطيع من خلالها أن يتعامل مع الطالب في كل موقف بأسلوب تربوي مؤثر، أما الآن فالمعلم "باختصار" يحتاج إلى جميع الصلاحيات الممنوحة لعضو هيئة التدريس في الجامعات لكي يسترجع هيبته وقيمة مادته وزمنها (راجع صلاحيات أعضاء هيئة التدريس في الجامعات). فالمعلم اليوم تم إشغاله عن أداء رسالته بأمور ليست من واجباته، ومن تلك الأمور (المناوبة بداية الدوام ونهايته، ومناوبة الفسحة وبين الحصص وتكليفة أيضاً بحصص الانتظار بدلاً من إعطائه مكتبا وتكليفه بساعات مكتبية).. "أي معلمٍ هذا؟!" عندما ينتظر في الشارع مع الطلاب حتى يأتي أولياء أمورهم ليأخذوهم! وإذا لم ينتظر وحصل لأي طالب مكروه -لاسمح الله- فالمعلم مسؤول عن هذا المكروه "أستغفر الله".. أين دور الإدارة في تلك الأمور التي يتم تكليف المعلم بها؟! هل دورها مقتصر على إصدار الأوامر فقط "البيروقراطية"؟!

وفي النهاية لا ننسى دور الأسرة في تطوير مستوى أبنائها وتدنيه، فبعض الأسر تلقي باللائمة على المعلمين في تقصير أبنائها وضعف مستواهم الدراسي وكأنهم غير مسؤولين عن ذلك! كل ما سبق أسباب رئيسية في تدني مستوى التعليم.