في مبادرة هي الأولى من نوعها، يجري العمل في القصيم على تأسيس جمعية خيرية متخصصة بتمور المنطقة، بهدف استغلال واستثمار زكاة وصدقات التمور في سبيل خدمة المجتمع، حيث من المنتظر أن تقوم باستلام زكاة التمور كما يجب أن تُستلم، بمعنى أن تضع مواصفة قياسية للزكاة في استلامها ومواصفة قياسية أخرى للتمور في تصنيعها ومعيارا آخر للوصول إلى المستحقين من الفقراء، مما سيخفف عن كاهل الجمعيات الخيرية الأخرى تعب جمع التمور الذي قامت به مشكورة في السنوات الماضية.

هذه المبادرة التي أقرها ناشطون في العمل الخيري بمدينة بريدة تحت مسمى "جمعية التمور الخيرية بمنطقة القصيم"، قال عنها رجل الأعمال وعضو مجلس إدارة المركز الوطني للنخيل والتمور عبدالعزيز التويجري الذي تبنى فكرتها، إن الحاضن الرئيسي للفكرة هما الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، ونائبه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، وسيتم التقدم لهما لطرح ما خُطط له وأخذ مباركتهما.

وأكد التويجري أن الجمعية رائدة وتعد الأولى من نوعها في المملكة وهي الآن في طور التأسيس خلال الشهرين المقبلين تقريباً، وقد أطلق فكرتها بعض الإخوة، منهم الشيخ عبدالله بن فهد السلوم ومجموعة من الناشطين، الذين قاموا بدعوته للانضمام لفريق التأسيس، مشيراً إلى أنها تقوم على أساس أن المنطقة تعتبر الأشهر في الزراعة عامة والنخيل بشكل خاص.

وكشف التويجري عن نية الجمعية تشغيل الأسر المنتجة عبر تصنيع الحلويات الشعبية والحديثة والعجائن والدبس من مشتقات التمور، موضحاً أن الجمعية ستنعكس على سوق الأعمال الخيرية حيث ستصل التمور للأسرة لتأكله لا أن تُعلّف به الأغنام، منوهاً بالمهتمين من المشاركين بالجهد والفكر والعمل والدعم اللوجستي والمادي والتواصل مع مؤسسي الجمعية "لنستنير بأفكارهم وطاقاتهم، لما فيه خير ونمو للعمل الاجتماعي في المنطقة".

وحصلت "الوطن" على نسخة من مسودة أعمال الجمعية التي شملت مجموعة من المبررات التي دعت لإنشائها ككثرة التمور الرديئة المقدمة كزكاة لا تبرأ بها الذمة، ووجود آلاف الأطنان من زكاة وصدقات التمور التي لم تستغل الاستغلال الأمثل، فهي تعتبر ثروة شبه مهدرة خلال الأعوام السابقة، ما أدى إلى إحجام الكثير من المتبرعين عن التصدق، بالإضافة إلى تخفيف أعباء الجمعيات الخيرية الأخرى، وإيجاد فرص وظيفية للشباب من الجنسين، حيث سيتم تعيين الرجال في عمليات التنظيف وفرز وتعبئة التمور وضمدها فيما سيكون دور النساء في صناعة الحلويات والتمريات والمعجنات، إضافة إلى تقديم خدمات التدريب على هذه المهن وتطويرها.

وجاء في المسودة مجموعة من النتائج المتوقعة للجمعية بعد قيام أعمالها، منها ظهور منتجات من التمور تليق بحضارة المنطقة وتعكس واقعها، ودعم الجمعيات والمستودعات الخيرية بأنواع متعددة وفاخرة من التمور ومنتجاتها ذات الجودة العالية والتي يقوم المشروع بإعدادها.

يذكر أن مزارع منطقة القصيم تحتضن أكثر من ستة ملايين نخلة تجاوزت مبيعات ثمارها ملياراً ونصف المليار ريال سنوياً.