لا يوجد عاقل يرفض التعبير بحرية عن الآراء والإبداع وقبول ورفض بعض الأفكار، وإبراز الثراء المحيط بحالة التعايش الإنساني عبر تشجيع الاختلاف وفق منظومة أخلاقية سقفها الوحدة الوطنية والولاء للوطن واحترام دين وعادات وتقاليد المجتمع وذكاء شرائحه وفئاته المستقبلة للرسالة الإعلامية.. ونتمنى أن تصدر تقارير محلية دورية وموضوعية تحمل مصداقية ومن واقع رصد وتقصي آراء أهل الاختصاص.. فيما يتعلق بمستوى حرية التعبير لدينا.

يوم الأحد الماضي كان يوما عالميا للتكاذب وتداول أكاذيب ترددها منظمتان معروفتان بالتوجه الصهيوني.. غالبية المنظمات الأجنبية مكيالها ليست له علاقة بالعدالة وقول الحق.. مسيسة تخدم مصالح معينة، بسيط تفكير من يعتقد أنها تبحث فعلا عن حرية تتحلى بها الصحافة في عالمنا العربي والإسلامي.. عليكم العودة احتراما لعقول كرمها الله ومنحها حق اختيار ما تأنس إليه بعد تدبر وتأمل لسؤال من يعملون في صحافتنا.. مثلا استطلعوا عشرة أعوام من الآراء وقارنوها بالتصنيفات المشبوهة التي تطال دولا بعينها في مقدمتها دول الخليج العربي ومصر، ليست مصادفة أن تحذف فلسطين من تقرير ويخصص سطر لإسرائيل يمجدها أكثر من كونه ينتقدها في تقرير آخر وهنا غابت النزاهة..!

منظمات "أن تكذب أكثر" مهمتها رسم صور غير حقيقية للتحكم بعقلية وذهنية من يتابع ويصدق تقاريرها ولا يعمل العقل وأداة التحليل فيما تنشره، ومن سلم عقله لهؤلاء يستحق استغباؤه.. الذين تحدثوا في وسم "حرية الصحافة" ويعملون بيننا زملاء وزميلات يستقون المعلومة من مصادرنا نفسها ويتعاملون مع الجهات نفسها عندما يرددون: لا توجد حرية في صحافتنا عليهم البينة.. وهنا المعيار، كم منع لهم من مادة ليس منعها نابعا من تدني الجودة فيها وعدم استيفائها لشروط النشر.. وهل قُدم العمل المتقنة صياغته بمصداقية واحترام لتقاليد المجتمع ودينه وعقول الناس التي ستطالع وتتداول الأخبار، إذا كانت آفة الأخبار من رواتها، خاصة من يبهرون ويهولون لتنشر موضوعاتهم ومقالاتهم فلنتوقع الفوضى، وإذا غاب الضبط في أي صحيفة ستحاسب ويطالها النقد والاستنكار لرفع جودة وقيمة الطرح.

أعمل في الصحافة، وكتابة المقالة لأكثر من عقد أيضا.. يكذبون في تقاريرهم عنا.. لم تطرح علينا أسئلتهم لأن آراءنا ستتباين في الاستطلاع وستكون النتائج عاما بعد عام في تحسن وهم لا يريدون ذلك.. رسالة لمن روج وأسهم في أكاذيب لأعوام دأبت المنظمات على نشرها ضمن تقارير تفتقر لشفافية الإفصاح عن معاييرها أو مصادرها، ومفارقة أن تطالبنا بشفافية لا تمارسها.. ولا يمكن أن تكون خارقة وتصل لآلاف الصحفيين في العالم سنويا لتوصل لنا آراءهم.. احترموا عقولنا.