أعاد عالم اللسانيات السعودي الدكتور حمزة المزيني نشر كتابه "دراسات في تاريخ اللغة العربية" في طبعة ثانية صدرت مع نهاية العام 2013 عن دار كنوز المعرفة بالأردن.

وبرر المزيني ترجمته لتلك الدراسات قائلا: "ترجمتُ في هذا الكتاب بعض الدراسات المتميزة التي عرضت لها، وهي دراسات تكاد تلخص المواقف التي اتخذها الباحثون الغربيون المهتمون بدراسة اللغة العربية طوال أكثر من قرن ونصف".

ويضيف "كانت اللغة العربية وما تزال موضع اهتمام الباحثين المتخصصين الغربيين باللغة بصفة عامة والمتخصصين بدراسة الحضارة العربية بصفة خاصة منذ قرنين في الأقل. فقد تناولوها من نواح مختلفة؛ إذ درسوا تركيبها النحوي والصوتي والدلالي. ودرسوا أدبها بمختلف أنواعه وفتراته؛ ودرسوا تاريخها والأوضاع التي تعيشها في الوقت الحاضر".

ويتابع المزيني "ومن أهم القضايا التي اهتموا بها الفترة المؤسِّسة للغة العربية: أي تلك الفترات التاريخية التي سبقت ظهور الإسلام والفترة المبكرة بعده. ويعلم دارسو اللغة العربية المشكلات التي تكتنف الوضع اللغوي الذي كان سائدا في الجزيرة العربية في تلك الفترة، ومن الصور الشائعة في الثقافة العربية المعاصرة عن ذلك الوضع ما ترويه المصادر العربية القديمة. وقد أُخذت تلك الصورة على أنها الصورة الحقيقية لذلك الوضع. لكن الباحثين في العصر الحديث لم يكتفوا بما ترويه تلك المصادر، بل سعوا إلى دراسة ذلك الوضع".

ومن أهم دراسات الكتاب الذي نشرت طبعته الأولى 2000، عن دار الفيصل الثقافية، بحث الأميركي المعاصر مايكل زويتلر " The Oral Tradition of Classical Arabic Poetry, 1978"التقاليد الشفهية للشعر العربي القديم". وهو فصل يتضمن مراجعة معظم الآراء التي اقترحها الباحثون السابقون عليه. كما يتضمن اقتراحه نظرية جديدة تنبني على نظرة مختلفة جذريًّا للوضع اللغوي العربي في تلك الفترة التأسيسية عن المواقف التي كان ينطلق منها الباحثون السابقون. ويعتمد فهْم موقف زويتلر في هذا الفصل اعتمادًا كبيرًا على معرفة الآراء السابقة التي يوردها ثم يورد الحجج المتعددة ضدها. ويكاد يكون من المتعذر على القارئ العربي الذي لا يعرف اللغات التي كتبت بها تلك الأبحاث أن يطلع عليها مباشرة. لذلك ترجمتُ أبرزها".